الشعب السوري تحت التخدير.. 2799 حالة إدمان على المخدرات في سورية.. فقط!!

تناقلت وسائل الإعلام السورية في الأيام القليلة الماضية، رقماً لا يستهان به عن حالات إدمان الشباب السوري على المخدرات، والخطير في الأمر أن هذا الرقم المعترف به رسمياً لا يشكل سوى نسبة صغيرة جداً من عدد المدمنين الحقيقي..

فعملياً، وإذا نظرنا للمسألة بشكل موضوعي وتعاطينا معها بصورة واقعية كوننا ندرك الحالة الحقيقية للشعب السوري والأمراض الاجتماعية المتفشية في صفوف شرائحه المختلفة، لتبين لنا على الفور أن الرقم المعلن صغير جداً أمام هذا الوباء المتفاقم، وأن الرقم الحقيقي هو أكبر من ذلك بكثير، فالحقن المخدرة تنتشر أكثر فأكثر بين صفوف الشباب، ويزداد توزيعها يوماً بعد يوم في مختلف المناطق، وخصوصاً في العاصمة والمدن الكبرى، مع اختلاف صغير بكمية ونوعية المخدر بين منطقة وأخرى.

والحال كذلك، علينا أن نعترف أن الشباب السوري الذي يعاني الأمرين من سياسات الحكومة وفريقها الاقتصادي وطاقمها التعليمي وخاصة بعد رفع الدعم بحجة إعادة توزيعه على مستحقيه، أصيبت شريحة كبيرة منه باليأس، وهي تهرب من المخدرات الحكومية، أي من ادعاءات المسؤولين عن سلامة ومتانة الاقتصاد السوري والمجتمع السوري، إلى عالم المخدرات الفيزيولوجية، دون أن تدرك هذه الفئة من الشباب أنها هي نفسها الخاسرة الحقيقية في كلتا الحالتين، وهي  من سيدفع ثمن استمرار الفساد والسرقة والنهب المنظم للأموال العامة وحقوق الناس، واستمرار الاستخفاف بالشباب وبأحلامهم..

فحتى هذه اللحظة، يظهر مسؤول حكومي ما، ويحاول دون حياء حقن الشباب بجرعة قاتلة من مخدر ثقيل على القلب والروح والعقل لإدخال الشباب في عالم من الأوهام والأحلام، ورميهم بعيداً جداً عن الحقيقة، حين يدعي أن هناك نمواً كبيراً..

ويظهر مسؤول آخر ويصرح بحل قريب وعاجل لمشكلة النقل التي أصابت المواطن السوري بقلق مزمن، فيحقن كل مواطن سوري بحقنة إضافية من المخدر..

ثم يظهر مسؤول ثالث، ويتحدث عن الرقابة التموينية المكثفة على التجار، ويسهب في الحديث عن الأسعار المناسبة لجميع المنتجات..

ويظهر آخر ويشرح للمواطن السوري عن أهمية المشاريع السكنية (الضخمة) لحل أزمة السكن بأسعار مناسبة، ويعد بحل عادل لمشكلة سكن المخالفات، بينما يتكلم آخر عن مشاريع أضخم لتأمين كهرباء قوية دون انقطاع يومي ودون انهيار شبكي متكرر.. ويتبع كل من سبق آخر وآخر وآخر..

وكل ذلك بهدف حقن الشعب السوري، وخصوصاً الشباب فيه، بحقن مخدرة ضخمة قوامها الكذب، والسرقة، والمراوغة والتسويف، وهي بالتأكيد ذات مفعول أقوى من الحشيش والهيرويين والكوكائين التي تملأ الأسواق المظلمة والشوارع الخلفية للمدن، لأنها تنهال على جسد المواطن السوري المثخن بالتعب والجراح، بشكل دائم ومتكرر وثقيل.. حتى بات يقال عن شعبنا إنه شعب مخدر.. 

■ كمال عرفات

آخر تعديل على الأربعاء, 30 تشرين2/نوفمبر 2016 10:51