مصير طلابنا.. الجّحيم
إن معظم مدارس بلادنا تعاني من نقص كبير في عدد المدرسين المختصين، في مادة أو أكثر من المواد الدراسية الأساسية، ومع ذلك نرى أن وضع هذه الثانوية مختلف.
ففي ثانوية (وهبة عبد الله وهبة) في جديدة عرطوز، يعاني طلاب الصف العاشر من التغيير المستمر لمدرسي مادة الرياضيات المكلفين، فقد تم تغيير خمسة مدرسين على الأقل، حيث لا يلبث أن يأتي المدرس، ويعطي نصف أو ربع بحث من المادة، حتى يتغيب دون أن يستوعب الطلاب شيئاً مما أعطاه، ويأتي غيره بعد أسبوعين أو أكثر، وقد يكمل البحث أو يقرره فقط، ويصبح مطلوباً من الطلاب للامتحانات والمذاكرات. هنا تبدأ المشكلة، ورحلة البحث عن مدرس خصوصي، أو الانتساب إلى معهد خاص، للخلاص من هذه الورطة, علما أن منهاج الصف العاشر لمادة الرياضيات، مختلف عن السنوات السابقة، حيث يصعب على الطلاب استيعاب هذا التغيير الكبير.
ولا نغض النظر عن موجِّه المدرسة، الذي يهين الطلاب ويشتمهم شتائم كبيرة وصغيرة، لأسباب تافهة، ما يضعف شخصيتهم، ويعدم ثقتهم بأنفسهم، وبالحياة عامة.
وعندما ضاق الطلاب ذرعاً من مدرّسي الرياضيات، قام الطالب (م.ك) بكتابة عريضة, يشكو فيها من معاناتهم، ووقّع عليها معظم الطلاب، وأعطى العريضة إلى المرشد النفسي في المدرسة, وعندما علم الموجّه بأمر العريضة، استدعى الطالب إلى غرفته، وقام بتوبيخه وشتمه، حتى سُمع صوته في المدرسة كلها, ولم يكتف بمرة واحدة، فقد استدعاه أكثر من مرة، وأعاد توبيخه في كل مرة، وهدده، فلم يحتمل الطالب هذه الضغوط، وأصبح كثير الغياب عن الدروس, واستغل الموجّه المذكور الفرصة، وقام بفصله نهائيا, وهذه ليست معاناة طالب واحد، فلكل الطلاب المعاناة نفسها، وعقاباً للطلاب، قام الموجّه بحرمانهم من الذهاب إلى المرشد النفسي، دون توكيل حصري منه! فأين خصوصية الطالب؟ وما مهمة المرشد النفسي للمدرسة؟! هذه الأسئلة وغيرها الكثير، توقع الطلاب في قلق وتوتر دائمين، ينعكسان سلباً على مستوى اهتمام الطالب بدروسه وتحصيله العلمي، فلتقم وزارة التربية بواجبها، ولتفعل شيئاً لحمايته وتشجيعه على حب العلم والمدرسة.