المعصرانية مجدداً..الحصار بالكهرباء!
المعصرانية أحد أحياء الفقر المنذرة بالهدم في مدينة حلب، وقد نشرت قاسيون العديد من التحقيقات عن وضعه ووضع سكانه. هذا الحي يضم نحو 500 مسكن لا يعلم إلا الله ما تخفيه بداخلها من هموم، لكن بالإضافة إلى معاناة سكان الحي الدائمة من ظروف الحياة القاسية الناتجة عن الفقر والبطالة، تُضيف مشكلة الكهرباء هماً إلى همومهم، وكأنما هناك من يريد أن يطبق على السكان الفقراء المثل الشعبي القائل (فوق الموت عصة قبر)، حيث تنقطع الكهرباء أحياناً لعدة أيام متواصلة شتاءً، ناهيك عن الانقطاعات الدائمة لساعات طويلة صيفاً، والسبب كما روى لنا أهالي الحي - ومن خلال مشاهدتنا أيضاً- يكمن في أنه توجد في الحي محولتان إحداهما ثابتة، والأخرى هوائية، وكلتاهما مشرعة أبوابها للريح والعبث. فعند انقطاع الكهرباء نتيجة شدة الاستجرار يهرع من بالحي ليقوم بأعمال فنية ليست من اختصاصه حيث يقوم أهالي الحي بإبدال الفاصمات المنصهرة النظامية - التي لا تحتمل شدة الاستجرار- بأسياخ البيتون 8 مم كفاصل واصل، والدافع لذلك هو الحاجة للكهرباء.
ولدى سؤال سكان الحي عن سبب هذا الواقع المتردي للشبكة، أفادوا أن شركة الكهرباء لا تمنحهم عدادات لأن مساكن هذا الحي مخالفة، وبالتالي فيلزمهم موافقة من البلدية لكي تقوم شركة الكهرباء بتركيب عدادات نظامية لهم، لكن من يطلب موافقة من البلدية للحصول على عداد نظامي يُطلب منه مبلغ بين 30-40 ألف ليرة سورية، علماً أن تكلفة العداد مع الرسوم لا تزيد عن 6 آلاف ليرة سورية، فإذا كان مبلغ الـ6 آلاف غير متوفر لديهم فكيف يمكن لهم أن يدفعوا عشرات آلاف الليرات لموظفي البلدية كرشوة للموافقة على تركيب عداد؟ ولذلك فإن 75% من دور السكن ليس فيها عدادات، ويقوم ساكنوها بالاستجرار غير المشروع للكهرباء.
والسؤال الذي نوجهه لشركة الكهرباء وبلدية حلب: هل المبادرة بتركيب عدادات نظامية لهذا الحي أكثراً وفراً لخزينة الدولة أم الاستمرار في وضع العراقيل أمام السكان بما يضطرهم للاستجرار بشكل غير مشروع؟ أم أن المستفيد الوحيد من هذا الواقع هم موظفو بلدية حلب/ قطاع قاضي عسكر الذين يتقاضون عشرات ألوف الليرات السورية من هؤلاء الفقراء والبسطاء كرشوة من أجل الموافقة على تركيب عدادات نظامية لبيوتهم المتداعية؟ ناهيك عن الأخطار الكبيرة التي يمكن أن تتعرض لها أرواح السكان.
يبدأ حل المشكلة من خلال تأمين عدادات نظامية للمنازل بالسعر الرسمي، وتركيب المحولات اللازمة التي يجب أن تكون قدرتها كافية ووضعها نظامياً.. علماً أن جميع من قابلناهم ممن يستجرون الكهرباء بشكل غير مشروع طالبوا بتركيب عدادات نظامية لأنهم غير سعداء بالحصول على الكهرباء بهذه الطريقة..
إذاً فلتركب العدادات بسرعة صوناً للمال العام، وبعدها فليحاسب أصحاب العلاقة السكان قمعاً وقطعاً إذا ما استمروا في الاستجرار غير النظامي.