مشاهد مثيرة من مشفى الباسل في مدينة البوكمال

• المشهد الأول: بعد وصول المدير الجديد

وصل المدير الجديد بالوكالة، ساعياً إلى تثبيت نفسه في منصبه، رغم شكاوي المحتجين، واعتراضات المختصين.

فذلك المدير الجديد قد عرف بفشله في إدارة مستوصف صغير فيما مضى، فكيف سينجح في إدارة صرح كبير كمشفى الباسل؟  لا يمكننا أن نتلمس الجواب إلا في غفوة المحاسبة، ودعم المغرضين!!

وكان من نتائج المجيء الميمون للمدير الجديد ما يلي:

لقد أصبح الالتزام بالدوام في المشفى أسوأ بكثير من السابق، خاصةً من جانب عناصر التمريض والتخديم والأطباء المقيمين:

ـ رئيس قسم المخبر لا يُعرف له هوية أو طريق أو دوام!!!

 ـ رئيس قسم النسائية «يتحطط» على أنداده، ويهرب من المشفى قبل الساعة التاسعة صباحاً.

ـ نائب المدير لا يداوم إلا حسب مزاجه، ولا يوقع أية ورقة رسمية بغياب المدير.

ـ فنيو التخدير في رغد من عناء الوظيفة، ولامشرف عليهم إلا الله!!

ـ موظف المقسم يعمل على هواه، ويترك السماعة مرفوعة بحجة التواجد الدائم، وانشغال الخط . وجهاز النداء معطل، وكان الله في عون المحتاجين.

ـ مستودع المشفى مقام على أرض ترابية، ومخزونه يأكله التراب.

والأوساخ في جميع الأقسام والساحات.

ـ تهريب المرضى إلى المشافي الخاصة يتم بشكل علني،  بحجة عدم توفر الأدوات الجراحية، وسوء التعقيم.

• المشهد الثاني: الساعة الثامنة و النصف في مشفى الباسل، يوم السبت 19/7/2008

لا وجود للمدير ولا لنائبه في المشفى،  فهم يستبردون في منازلهم على أنسام المكيفات، بينما تصل إلى المشفى مريضة جاءتها آلام المخاض، وتكاد تضع طفلها على  درج  المشفى المتسخ... لا يوجد مستخدمون، المصعد  معطل، الظلام يسود المشفى بسبب عطل كهربائي استمر لمدة ساعة، ولا أحد في ما يسمى بورشة الكهرباء موجود لإصلاح العطل، وبعد جهد جهيد وُجد عامل الورشة نائماً بهدوء واطمئنان، وعند إيقاظه والطلب منه بأن يصلح العطل، أجاب بأنه لا يستطيع ذلك، لأن قواطع الأمان الكهربائي لا يمكن الوصول إليها،  بسبب وجود فرش المشفى المتجمعة لتسد مدخل التحكم ولوحة  القواطع، والمقسم مغلق ولا حياة لمن تنادي، وفي كل المشفى لم نجد سوى  مستخدم واحد مناوب فقط، من أصل 75 مستخدماً، و بقدرة قادر استطعنا رفع المريضة مع دمها وأعقاب السجائر والتراب من على الدرج، ونقلناها إلى جناح النسائية الخالي من الممرضين والأطباء.

والأسوأ من كل هذا، أن الطبيب لم يحضر إلا بعد ولادة الحامل بنصف ساعة، ليجد بحيرةًَ من الدم تملأ الغرفة ....

و عندما  تم  الاتصال مع مدير المشفى كان هاتفه مغلقاً... أما نائبه فلم يتنازل حتى بالرد على الاتصال... في حين كان جواب رئيس قسم النسائية: «أنا لست مناوباً اليوم، ولا شأن لي بما يحصل»

حسبنا الله ونعم الوكيل!!!

آخر تعديل على الثلاثاء, 06 كانون1/ديسمبر 2016 00:01