قرية «سويدية» بحاجة إلى ثانوية
تعاني قرية سويدية فوقاني، وهي من أكبر القرى التابعة لمنطقة المالكية في محافظة الحسكة، من مشكلات خدمية عديدة، وخاصة على مستوى التعليم، حيث لا توجد فيها سوى مدرستين للتعليم الأساسي، الأولى حلقة أولى ويبلغ عدد تلاميذها أكثر من /270/ تلميذاً وتلميذة موزعين عن ثماني شعب صفية، والثانية حلقة ثانية ويبلغ عدد طلابها /340/ طالب وطالبة موزعين على عشر شعب صفية.
وفي نهاية كل عام دراسي يكمل العشرات مرحلة التعليم الأساسي، ويصبح من أهم أعباء ذويهم التفتيش عن مدرسة ثانوية ليسجلوهم بها.. وهنا تبدأ معاناة الطلاب، حيث يضطرون للسفر يومياً ذهاباً وإياباً، من وإلى المدارس البعيدة، مستخدمين كل أنواع وسائل النقل المتاحة، ولاسيما سيارات الأجرة التي كثيراً ما تتأخر في إيصال الطلاب إلى مدارسهم، حيث يكلف كل طالب ذويه نحو ألف ليرة سورية في كل شهر، وبحسبة بسيطة نبين الآتي: إذا كان لدينا /25/ طالباً لكل صف ثانوي مضطرين لدفع هذا المبلغ كل عام دراسي، فإن مجموع ثلاثة صفوف هو /75/ طالباً، وبالتالي فالمبلغ الشهري المهدور على النقل هو: /75000/ ل.س، مضروباً بتسعة أشهر، فتكون النتيجة عندها هي: /540000/ ل.س للموسم الدراسي الواحد..
أليس هذا مبلغاً كبيراً يضاف إلى أعباء فلاحين فقراء يطمحون بتعليم أبنائهم؟؟
في هذا السياق يجب التنويه أن معظم المدرسين في المدارس التي يسافر إليها أبناء سويدية فوقاني لاستكمال تعليمهم الثانوي (ثانوية رميلان نموذجاً) منهمكون على الغالب بالدورات التي يجرونها خارج أوقات الدوام، والتي لا يمكن لأبناء القرى الأخرى الاستفادة منها، وبالتالي تغلب على تدريسهم أثناء الدوام الرسمي قلة الجدية، ويظهر عدم الاهتمام واللامبالاة تجاه الطلاب..
من جهة أخرى، هناك فوضى ومشكلات متكررة في هذه المدارس، طابعها العام غياب الانضباط، حيث ينتشر العديد من الطلاب في الشوارع وصالات الملاعب دون حسيب أو رقيب أو متابعة توجيهية، وهو الذي كثيراً ما أدى ويؤدي إلى الإساءة للعملية التربوية..
من أجل كل ما تقدم، فإن أبناء قرية سويدية فوقاني يناشدون الجهات الرسمية، وعلى رأسها مديرية التربية الحسكة، بإحداث مدرسة ثانوية في قريتهم أسوة بقرى أخرى لا تفوقهم حاجة، علماً بأن القرية مليئة بالكوادر الجيدة من كافة الاختصاصات لتغطية حاجة الثانوية التي سيستفيد منها أبناء قرى أخرى قريبة، هي: سبع جفار، النجف، سويدية تحتاني، تل ذهب، صهريج، خدعان..
ومن الجدير ذكره أنه في صيف عام 2008 أرسلت مديرية تربية بالحسكة لجنة خاصة إلى القرية، قامت بدراسة ميدانية للحاجات التعليمية فيها، وقد تفاءل الأهالي باقتراب تحقيق الأماني، ولكن حتى الآن لا خبر مفرح في هذا الإطار، وهناك من يزعم أن المسألة متعلقة بغياب قرارات إحداث ثانويات، علماً أنه تم مؤخراً إشادة واعتماد ثانوية في قرية تل أعور (كورتبان) /2009 ـ 2010/.