دير الزور: عشرون يوماً من الحصار..!
أكثر من عشرين يوماً مضت منذ سيطرة المسلحين على طريق دمشق دير الزور الدولي جنوب المدينة في منطقتي كباجب التي تبعد حوالي 70 كم عنها، والشولا التي تبعد حوالي 30 كم أيضاً عنها، ومنعوا دخول وسائل نقل الركاب وشاحنات نقل المواد الغذائية والطحين..
كما قاموا بقطع الطريق الدولي عبر البادية الذي يربط المدينة بريفها الشرقي ومدن موحسن والمياذين والبوكمال وبالتالي أصبحت المدينة محاصرةً والهدف من ذلك إجبار الأهالي في حيي الجورة والقصور اللذين تحت سيطرة الدولة للخروج منها بعد اتهامهم بأنهم موالاة للنظام وخونة لأنهم رفضوا الخروج ولأنه لا مكان لديهم يذهبون إليه وغالبيتهم من الفقراء والمهجرين الذين دمرت بيوتهم في الأحياء الأخرى، مع المهجرين الذين أتوا من محافظة الرقة بعد اجتياحها في الشهر الثاني من المجموعات التكفيرية داعش والنصرة.. كما ترافق هذا الحصار مع تصعيد القصف المتبادل على الأحياء المتوترة كالحميدية والرشدية والمطار القديم والصناعة والأحياء الآمنة الجورة والقصور معاً، مما انعكس على حياة المواطنين وزاد من مأساتهم الإنسانية ومعاناتهم، بنقص المواد الغذائية وارتفاع أسعارها، حيث تباع ربطة الخبز التي تحوي ستة أرغفة بـ 300 ليرة واسطوانة الغاز بـ 3500 ليرة كما ترافق ذلك مع قطع الماء والكهرباء يومياً ما لا يقل عن 18 ساعة عن الريف والمدينة وضرب متعمد للكبل الضوئي للاتصالات ومنع ورشات الصيانة من إصلاحه وانقطاع أخبارهم مما فاقم المعاناة وسبب قلقاً كبيراً للأهالي ولأقاربه.. إنّ هذا التصعيد ساهم في كشف مواقف الأطراف المتشددة التي لا تهمها مصلحة الشعب والوطن، ووسع من دائرة المزاج الشعبي الرافض لمتشددي الطرفين كما زاد من تأييده للحل السياسي لإنهاء الأزمة.