كيف تصبح مسؤولاً؟!
المسؤول: لغةً، اسم مفعول للفعل سألَ، يصاغ للدلالة على من وقع عليه الفعل، ولكن إن نخرج من الإطار النظري للغة العربية، تتغير المعادلة، إذ يغدو المسؤول هو الفاعل ويصبح الشعب المفعول به!..
وبما أن المسؤول بشكل أو بآخر هو فرد من أفراد الشعب تطور بشكل استثنائي ليصل لمنصبه القائم، كان لابد لنا من الوقوف على بعض الخصائص والإمكانات التي يتمتع بها، والتي أدت إلى تبوئه هذا الكرسي أو ذاك، لعلنا نوفق في تذليل العقبات التي تواجه من يطمح ليعتلي صهوة مكتب في معظم مؤسسات دول العالم الثالث.
إذاً: ما هي مقومات المسؤول؟
أولاً- يتوجب على المسؤول المستقبلي أن يبدأ في سن مبكرة من الطفولة في إتقان لعبة (ليل نهار)، التي تقوم على قاعدة أن يخفض الشخص رأسه عندما يقال ليل وأن يرفعه عند سماع كلمة نهار، لأن من أساسات هذا العمل أن يتعلم الطامح متى يحني رأسه ومتى يرفعه.
ثانياً- لابد لكل من يطمع بهذه الوظيفة أن يتعلم بعض الخدع السحرية، ولا سيما تلك التي تختص بالظهور والاختفاء، لأنه سيحتاجها كثيراً مستقبلاً، حيث سيتوجب عليه التواري عند حدوث المشكلات والأزمات والتواجد في ساحات التكريم والاحتفالات.
ثالثاً- إمكانية التنازل المؤقت عن الاسم: هذه الصفة تعد من أهم الصفات التي على المسؤول في بلادنا أن يتحلى بها للحفاظ على منصبه، فعند وقوع حادث سير يودي بحياة العديد من الأشخاص، ينبغي على المسؤول أن يتنازل عن المسؤولية وبشكل ارتجالي للسائق الأرعن، وعند التكلم عن غلاء الأسعار، يجب أن يعتلي عرش المسؤولية التاجر الجشع وما إلى ذلك من أمثلة.
رابعاً- عدم الناقلية: أو بصيغة أخرى إمكانية امتصاص الانتقادات وجعلها تتخامد عنده- أي المسؤول- والحيلولة دون انتقالها إلى المساس بمن يقبع فوقه في السلم الوظيفي.
خامساً- العمل ضمن فريق: فالمسؤولون على اختلاف مناصبهم يشكلون جماعة عمل مشتركة المصالح والغايات، لذلك يتطلب من كل شخص يصبح مسؤولاً، أن يدرك حقيقة أنه لاعب في فريق يضم جميع المسؤولين على المستويين الرأسي والأفقي، وأنه كلما كانت العلاقة بينهم مبنية على التفاهم والانسجام حققوا أهدافهم بشكل أفضل.
ومما سبق يتبين لنا مدى ندرة توافر كل هذه المقومات في شخص واحد، ومن هنا نلاحظ بأن معظم المسؤولين يشيخون في مناصبهم وذلك لصعوبة إيجاد البديل المناسب..!