واقع امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي في مدينة البوكمال
وضعت امتحانات المرحلتين الإعدادية والثانوية أوزارها، بعد أن خاض طلابنا معركة الحسم التي تراوحت بين الوعيد والترهيب، كيف سارت الامتحانات؟ وكيف كانت أجواؤها؟ وأين تكمن مواقع الخلل والنقصان؟ أسئلة طرحناها على عدد من المراقبين، وأمناء سر المراكز الامتحانية، فكانت الأجوبة على الشكل التالي:
أحد أمناء المراكز الامتحانية قال: أولاً كانت القرطاسية غير متوفرة بالشكل المطلوب واللازم، فعلى عكس الأعوام السابقة، تم تكليف مدراء المدارس في هذا العام بأن يبقوا قرطاسية مدارسهم خارج غرف إداراتهم، ليتم استعمالها أثناء فترة الامتحانات، لكن الكثير من هؤلاء المدراء لم يلتزموا بذلك خوفاً على ضياعها أو تلفها. ويتساءل أمين سر المركز: هل يريدوننا أن نشتري ما يلزم من قرطاسية على نفقتنا الخاصة؟ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى عانينا من نقص أعداد المصنَفات التي تحوي اللوائح الاسمية للطلاب، والذي يجب أن يوجد منها ست نسخ، فلم يتوفر لنا منها سوى أربع نسخ، إضافةً إلى ذلك لا توجد في هذا المصنفات جداول للامتحانات، كما لاتوجد لوائح لتسجيل أسماء الغائبين من الطلاب، وخاصةً بالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية، وقد تم استدراك ذلك في الأيام الأخيرة من الامتحانات.
الأنكى من كل ذلك أن أوراق الإجابة لم تكن كافية للطلاب، مثلما حدث في مادتي اللغة العربية واللغة الإنكليزية، فمرَّت عشر دقائق من المدة الامتحانية قبل أن أستطيع توفير ما يلزم من أوراق الإجابة عن طريق الاستعارة من مركز قريب من مركزي، فلو لم يوجد هذا المركز ماذا كنا سنفعل؟ وماذا ستكون النتيجة؟ علماً أننا في كل يوم نرفع تقريراً عن كل ما يلزم، وعن سير الامتحان، فلا نجد من يرد أو من يقرأ هذه التقارير، فنحن في واد والمسؤولون في واد آخر.
ولدى سؤالنا عن الحالة النفسية للطلاب، أجابنا: عن هذه الحالة حدث ولا حرج!! فليس من المعقول أن تقوم رئيسة قاعة بضرب طالبة، لمجرد أنها وجدت معها كراس صغير يحتوي على أدعية دينية، قبل دخولها للقاعة (حيث يتم تفتيش الطلاب قبل دخولهم قاعة الامتحان، حسب النظام المعمول به) مما أدى إلى أن تسلم الطالبة ورقة الإجابة وهي ناصعة البياض، لأنها بقيت تبكي طيلة الفترة الزمنية للامتحان.
أحد المعلمين ومراقبي الامتحانات قال لنا: تصوروا أن المعلمين والمعلمات من كبار السن، ورغم مرضهم، وتقديمهم تقارير طبية تثبت ذلك، لم يتم إعفاؤهم من المراقبة، وألزموا بها تحت التهديد بالعقوبات المادية.
معلم ومراقب أخر قال: لقد حدث أرباك شديد أثناء الامتحانات، وخاصةً للطالبات، حول موضوع توزيعهن على المراكز الامتحانية، فلم يؤخذ بعين الاعتبار مكان إقامة الطالبات، وتم توزيعهن على مراكز بعيدة عن أماكن سكنهن، مما حمَّل ذويهم مصاريف أجور نقل لا تقل عن مئة ليرة ذهاباً وإياباً، لعدم وجود وسائط نقل داخلي موزعة على الأحياء. ويتابع المعلم: أما من يسمُّون بممثلي مديرية التربية أو الوزارة، فإن البعض منهم غير أهل لهذه المهمة،ويسيء استغلال سلطته، فيتعامل مع رؤساء القاعات والمراقبين بنفسية تسلطية، مبطنة بالتهديد والوعيد، وبعيداً عن روح الزمالة، مما يؤدي لإثارة أعصاب رؤساء القاعات، وكذلك المراقبين، فينعكس هذا سلباً على الطلاب أثناء الامتحان.
ومن حالات الإرباك الأخرى، تبرز مشكلة أسماء المدارس، فمدرسة بوكمال غرب مثلاً تقع شرق المدينة، و مدرسة بوكمال شرق تقع غربها!!
وفي النهاية نقول إن مسألة التعليم في محافظة دير الزور عامةً، ومدينة البوكمال بشكل خاص، تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والرعاية من الجهات المعنية، التي أهملت المحافظة طويلاً، فبقيت لعقود طويلة «محافظة نائية ومتخلفة تعليمياً»!!!