أهالي المشرفة يدفعون ثـمن الماء، وهم عطاش
بلدة المشرفة في محافظة حمص، مثلها مثل آلاف البلدات والمدن السورية، طالها الفساد في كل شيء، حتى الماء والهواء، فرغم احتواء هذه القرية على مصادر ماء كافية لتغطية احتياجات السكان، فإن الأهالي يعانون الأمرين في تأمين المياه لتغطية حاجاتهم المختلفة، فيضطرون إلى دفع مبالغ كبيرة لشراء الماء من الصهاريج الخاصة، التي لا تخضع لأية رقابة صحية.
وقد عبَّر لنا أهالي القرية عن معاناتهم في هذا الموضوع، واحتجاجهم على سياسات مؤسسة المياه والصرف الصحي، وهي الجهة المسؤولة عن توزيع المياه بين سكان القرية.
المكانس الكهربائية لسحب الماء!!
أبو عيسى «موظف متقاعد»:أنا متقاعد وراتبي التقاعدي /7000 ل.س/، أحتاج إلى تعبئة خزان الماء كل يومين، مع التقنين الشديد في استعمال الماء، حيث أدفع /300 ل.س/ ثمناً للماء. وتابع قائلاً: عند اتصالنا بالصهريج لإحضار الماء، قد يحضر أو لا يحضر، والمياه المباعة لا ندري إن كانت صالحة للشرب أم لا، لأنها غير خاضعة للرقابة الصحية المفترضة. يوجد شبكة ماء قديمة في القرية، استبدلت بواحدة جديدة من البلاستيك، بقطر 2 أنش، وهي لا تكفي لتوزيع المياه على السكان، حيث يضطر السكان عندما تضخ المؤسسة المياه لاستعمال المحركات، لإيصال المياه إلى بيوتهم، رغم أن البيوت في البلدة جميعها أرضية، أي أنها في الحالة العادية لا تحتاج إلى محركات لسحب الماء. والعديد من السكان يستخدم المكانس الكهربائية لسحب الماء!!
حفر تفتيش أم مصائد للسكان؟
السيد مطانيوس يازجي «أبو واصل»، وهو عضو مجلس بلدة سابق: البئر المحفور في البلدة ماؤه واف ويكفي حاجة السكان ، ولكن الغاطسة ضعيفة ولا تستطيع سحب الماء بشكل كاف من البئر، هذا جانب من المسألة، والجانب الآخر، هو توزيع الماء الذي يجري عن طريق الشبكة مباشرة، وهذه الطريقة لا تؤمن إيصال الماء بالضغط الكافي إلى سكان البلدة، وفي مرات أخرى يجري توزيع الماء عن طريق الخزان الموجود في البلدة.
ضغط الشبكة ضعيف، وتنفيذ الشبكة الجديدة سيئ جداً، والشبكة القديمة كانت لا تؤمن وصول الماء إلى المنازل في أحيان كثيرة. والمشكلة الأخرى التي واجهت وصول الماء إلى البيوت، أن الماء المستجر من البئر الحكومي يحوي على كميات زائدة من عنصر الكبريت، واليود، حيث يؤدي ذلك إلى ترسبات عند تفرعات الأنابيب الموزعة للماء على المنازل، ويستدعى ذلك القيام بحفر حفرة شبيهة بغرف التفتيش بلغ عددها (200 ـ 300 حفرة)، من أجل تنظيف الوصلات المتحكمة بتوزيع الماء (السكْر)، وذلك يؤدي إلى تخريب الشوارع، وتعرض العديدين للسقوط في تلك الحفر، ويقول أبو واصل إن المبالغ التي دفعت على تلك الحفريات كانت كفيلة بمد شبكة جديدة للبلدة!!
أين دور البلدية في توزيع المياه؟؟
تابع أبو واصل حديثه قائلاً: إنه ليس للبلدية أي دور في توزيع الماء، حيث سحب منها الإشراف على ذلك لصالح مؤسسة المياه، لإمكاناتها الأكبر في الإشراف على استخراج المياه وتوزيعها. وقد جرى حفر بئر جديد في أرض عائدة لنائب رئيس مؤسسة المياه الأستاذ علي خليل، وهذا البئر ليست له فائدة للبلدة، وإنما الفائدة عائدة فقط لمن حفر البئر في أرضه!!
مستقبل المياه في خطر!!
يوجد في منطقة (السعن الأسود) ثلاث آبار يتزود السكان منها بالماء بواسطة الصهاريج، ولكن إذا جفت هذه الآبار، كيف سيكون حال البلدة؟ وكيف ستؤمن حاجتها من مياه الشرب والاستعمال؟
نحن مقدمون على كارثة إذا لم تعالج هذه المسألة!!
الآبار قريبة من مياه الصرف الصحي
أحد المواطنين الذين التقيناهم قال: هناك آبار قريبة من مياه الصرف الصحي، بعض الصهاريج تعبئ الماء من هذه الآبار لتبيعها للمواطنين، لكن هذه الصهاريج تستعمل في تعبئة المياه الملوثة، وكذلك المياه النظيفة، مما يسبب أمراضاً كثيرة نتيجة تلوث المياه.
يدفعون الرسوم ولا يحصلون على الماء
أحد العمال تحدث: الناس في هذه البلدة يدفعون رسوم العدادات ولا يحصلون على الماء، خلال أربعة أشهر جاءتني أربع فواتير قمت بدفعها، وتبلغ قيمتها 1000 ل.س، رغم أني لم أحصل عن طريق العدادات على شيء من الماء.
هناك خيار وفقوس؟!
مواطن آخر تحدث قائلاً: مؤسسة المياه ترسل أحياناً صهاريج ماء لبعض المواطنين، مما يؤدي إلى نشوء العديد من المشاكل بين الناس، لأن هناك من يأتيه الصهريج كل يومين أو ثلاثة، في حين أن هناك من لا يأتيه الصهريج أبداً.
ليس هناك أزمة مياه بل سوء توزيع
كميات الماء التي يضخها البئر جيدة وتبلغ (1600م3)، ومدير الوحدة الاقتصادية جاء ليلاً وأطلع على أوضاع المياه وتوزعها على الحارات، ولكنه لم يحرك ساكناً، ومجيئه فقط كان من أجل تثبيت مهمته. لقد قمنا باطلاعه على وضع كل حارة في البلدة، وما تعانيه الكثير من مشاكل، حيث أن القليل منها يصله الماء، فوعدنا بتركيب موزعات ماء (سكر ماء)، وما تم هو أنها وزعت حسب ما يريد رئيس البلدية، وليس حسب حاجة الناس لذلك. فاختلفت آراء الناس حول طريقة التوجه إلى الجهات الرسمية، فمنهم من قال بضرورة رفع دعوى على مدير المؤسسة، ومنهم من طلب مقابلته، فكان جواب المدير: «إذا أتيتم سنرميكم إلى الشارع، وسنحضر لكم الشرطة، لأن أزمة المياه عالمية، وليست عندنا فقط.»
ضرورة إيجاد حل سريع لمشكلة المياه؟!
أبو حسام تحدث لنا قائلا: هنالك حل يساعد في إيصال الماء الكافي لأهل البلدة حيث توجد شبكة ماء قطرها (8أنش)، تغذي منطقة قريبة من المشرفة(منطقة السعن الأسود)، في حين أن هذه المنطقة لا تحتاج لشبكة يزيد اتساع قطرها عن (2أنش)، حيث أن حاجة سكانها للمياه أقل من حاجة أهالي المشرفة، بسبب التوزيع العشوائي لبيوتها، وقلة عدد هذه البيوت، ويمكن من خلال هذه الشبكة مساعدة البلدة للحصول على الماء اللازم.
واقترح من أجل حل المشكلة
حفر بئر ماء بالسرعة الكلية، وتوزيع المياه بشكل عادل على السكان.
وصل شبكة بلدة المشرفة بشبكة (السعن الأسود).