إعادة توزيع العجاج لمستحقيه من المسؤولين!؟

لا يستطيع الإنسان منع غضب الطبيعة، لكن يقدر على تجنبه أو التخفيف من أضراره البيئية والصحية، إذا لم يستطع التحكم بها!! 

 وهو لا يستطيع إلغاء قوانينها، لكن لديه الإمكانات للاستفادة منها، خاصة أنه نجح في امتطاء صهوة الهواء والتحليق في السماء، كما أمسك بناصية الماء وقاده حيث يشاء، فهل يعجز عن مواجهة العجاج وإيجاد حلّ لما يعانيه سكان المنطقة الشرقية عامة وأهالي دير الزور خاصة، وتحديداً في فصل الصيف، رغم أنه كثيراً ما راح يتكرر في الشتاءً ونحن على ضفاف نهر الفرات!؟

فلو تصرف المسؤولون بجدية عبر السنوات الماضية، لكان لدينا بيئة نظيفة وطبيعة جميلة، فباديتنا كانت تزخر بالنباتات والحيوانات البرية المتنوعة، وكانت تشكل مراعي جيدة لثروتنا الحيوانية. وقد طرح منذ سنوات طويلة جرّ ساقية من غرب دير الزور لإحياء البادية، ولو تم ذلك لكسبنا منها ثروة نباتية، ولخففنا وطأة العجاج على المواطنين. لكن الآن، وبعد كل هذا الإهمال والتراخي واللا مسؤولية، حتى الحزام الأخضر بات يتعرض للهلاك، والأشجار فيه تموت واقفة!!

لذايطالب أهالي محافظة دير الزور والمنطقة الشرقية عموماً، بإعادة توزيع العجاج لمستحقيه من المسؤولين الذين يقيمون في فلل فخمة متنعمين بالمكيفات الحديثة، ويركبون السيارات المكيفة، فلا يعانون من العجاج، حيث يقضون الصيف في المصايف الجميلة، ويتمتعون بخيرات الوطن على حساب المواطن الكادح المنتج الذي يضطر لهجرة أرضه ومسكنه ومسكن آبائه وأجداده الذين أنشؤوا أقدم الحضارات البشرية فيه منذ آلاف السنين.. فمتى يعود الوطن لأبنائه الحقيقيين؟؟

 

آخر تعديل على الخميس, 18 آب/أغسطس 2016 23:45