أهالي بلدة «شطحة» أم الينابيع.. يشكون العطش!

بلدة شطحة الواقعة على كتف سلسلة الجبال الغربية المحيطة بسهل الغاب، تلك البلدة المحاطة بالغابات الكثيفة ذات الجبال الشاهقة موقع لو علمت به وزارة السياحة لأدرجته على رأس قائمة المواقع المؤهلة للاستثمار السياحي.. عدد سكان البلدة يزيد على 12 ألف نسمة، ومناخها بارد شتاءً لكثرة تساقط الثلوج على المرتفعات المحيطة بها، وهي ذات هطول مطري يتجاوز 1700 مم يعطيها ميزة الغنى بالينابيع إذ يصل عددها إلى أكثر من ستة ينابيع..

بلدة بكل هذه المقومات البيئية والمناخية المتميزة، ما زال أهلها يعانون العطش وقلة المياه الصالحة للشرب حتى لحظة كتابة هذه الكلمات، فعلى مدار شهور الصيف يتزودون بالمياه من خلال صهاريج الباعة المتجولين، وفي فصل الشتاء تأتيهم المياه الملوثة من كل حدب وصوب، وهذا ما يشاهده المرء بالعين المجردة على أرض الواقع، إذ تلحظ طبقة حمراء بلون التربة في أسفل خزانات المياه المنزلية، وهذا يدل على أن خزانات تجميع مياه الضخ مكشوفة..

شطحة بلدة عطشى، رغم أن أنهاراً من المياه الجوفية تمر من تحتها، وتؤكد المعلومات أن بعض المحظوظين الذين تمكنوا من حفر آبار في فترة سابقة قبل صدور التعليمات بمنع حفر الآبار، وصلوا إلى هذه المياه على عمق 14 متراً فقط!! وهؤلاء يضخون 2 إنش من المياه عند الحاجة مستخدمين المولدات المنزلية، ويستمر الضخ إذا أرادوا، على مدار 24 ساعة كاملة. ويقول الأهالي إذا حفرنا إلى عمق 35 متراً نحصل على مياه تشغل محركاً باستطاعة 4 إنش، ورغم المطالب المستمرة للسماح للأهالي بفتح الآبار بغرض التزود بالماء النقي الصالح للشرب، إلا أن الجهات الرسمية تمنعهم من ذلك، وكأن هذه الجهات تعمل وفق (لا بترحم ولا بدك رحمة الله تنزل)، أما من كان من المتنفذين أو ذوي المال، فطلبه سهل المنال، إذ ما عليه إلا القيام بزيارة ودية إلى الجهة الأكثر نفوذاً في المنطقة لتسيير شؤونه بطريقة ملتفة، عندها يستطيع المباشرة بفتح البئر ساعة يشاء..

فما رأي المؤسسة العامة للمياه في محافظة حماة؟..