رمان البوكمال تحت وطأة الإهمال!!
تعتبر مدينة البوكمال من المدن المشهورة بزراعة الرمان (البلدي) الذي يعرف بطعمه ولونه المميزين، حيث تتركز أهم مزارع الرمان في القرى التابعة للمدينة من الناحية الإدارية، والواقعة على الضفة اليسرى لنهر الفرات، وقد بلغ إنتاج المدينة من هذه الفاكهة سنوياً ما يقارب المائتي ألف طن يتم تصديره داخلياً وخارجياً وخاصةً إلى تركيا ودول الخليج.
ولكن على ما يبدو فإن الجهات الوصائية في المدينة، وخاصةً الوحدات الزراعية الإرشادية لا تعير هذا المحصول أي انتباه، وهذا ما تؤكده الحالات المرضية الكثيرة التي أصابت أشجار الرمان، فلدى تجوالنا على عدد كبير من المزارع في المنطقة لا حظنا إصابة الأشجار بالعديد من الآفات الزراعية، حيث تستوطن فيها العديد من الحشرات الضارة كالمن والعنكبوت، وعندما سألنا الفلاحين عن سبب عدم مكافحتهم لهذه الآفات قالوا لنا بأنهم يجهلون طريقة المكافحة!!
لا داعي للتساؤل عن دور وحدات الإرشاد الزراعي بين الفلاحين، لأن مزارعي الرمان لم يقابلوا أي مهندس زراعي من أية وحدة إرشادية يثقفهم زراعياً حول الأسلوب الأمثل لزراعة الرمان ومكافحة آفاته الزراعية، ويقتصر دور الوحدات الإرشادية على تبليغ خططها الزراعية للفلاحين، وفرضها عليهم من فوق دون أي إرشاد أو توعية.
وهكذا فإن فلاحي البوكمال الذين توارثوا زراعة الرمان أباً عن جد يجهلون كل شيء عن الطرق الزراعية الحديثة، كأساليب إضافة الأسمدة ومكافحة الآفات ورش المبيدات وغيرها من المهارات الضرورية لأي فلاح.... ويأتي كل هذا ليضيف الكثير إلى مشاكل الفلاحين المتراكمة كارتفاع أسعار المازوت والبذار والمبيدات، وتدني المردود المالي للإنتاج الزراعي.
«قاسيون» تضم صوتها إلى صوت الفلاحين وتطالب الدوائر ذات العلاقة بالاهتمام بمشاكل المزارعين وتوفير كل ما يحتاجونه على امتداد مساحة البلاد، بما يؤمن كرامة الوطن والمواطن.