نسب ومعدلات النجاح مشكلة واجبة المعالجة

نسب ومعدلات النجاح مشكلة واجبة المعالجة

ما زالت مشكلة معدلات الترفع بالمواد في المرحلة الجامعية الأولى من الهموم الكبيرة التي يواجهها الطلاب في كل فصل دراسي عند صدور النتائج الامتحانية، حيث تظهر نسب النجاح وكأنها من كوكب آخر في بعض المواد.

بعض المواد تترواح نسبة النجاح فيها بين 1-2%، وذلك يغلب في الكليات النظرية وخاصة كلية الآداب والعلوم الانسانية، فيما تتراوح نسب النجاح في الكليات العلمية بين 8- 10% أحياناً، وذلك حسب ما ورد على صفحات التواصل الاجتماعي، وفي بعض «الغروبات» الخاصة ببعض الكليات.

أحد الطلاب في كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية قال على إحدى الصفحات أنه اضطر لإعادة إحدى المواد لأكثر من ثلاث مرات متتالية، وفي كل مرة تكون علامته مقاربة لعلامة النجاح بموجب النتائج، على الرغم من قناعته بإمكاناته وبأنه من المفترض أن ينجح بها بمعدل جيد أيضاً كونه حضر  ودرس لتلك المادة بالشكل المطلوب وعلى أتم وجه، في حين من المتعذر المراجعة بشأن النتائج الامتحانية.

أحد الطلاب من كلية الهندسة قال على إحدى الصفحات: «أحياناً تأتي الأسئلة من خارج المقررات، فلا عتب على نسب النجاح التي تكون متدنية أحياناً، بظل عدم التزام دكتور المادة بالمنهاج المعتمد أثناء وضعه للأسئلة»، في حين قال آخر: «تخرجي متوقف على مادة واحدة منذ فصلين دراسيين، وفي كل مرة أتقدم للامتحان وأتوقع نتيجة جيدة لأصاب بخيبة أمل عند صدور النتائج حيث أحمل المادة، ويؤجل تخرجي ويتوقف مستقبلي مع تلك النتيجة التي أعتبرها مجحفة».

يشار إلى أن المعاناة من تدني نسب النجاح ليست مقتصرة على كلية واحدة أو جامعة بعينها، بل هي معاناة يدفع ضريبتها طلاب المرحلة الجامعية الأولى جميعهم في مختلف الجامعات والكليات دون استثناء، ما يعني أن المشكلة بهذا الأمر ليست مقترنة بإمكانات الطلبة، بل بالسياسة التعليمية المتبعة نفسها، حيث يقال أن هناك نسباً يتم فرضها بشكل مسبق على مستوى نتائج كل مادة، وعلى مستوى تعداد المترفعين من سنة إلى أخرى، وأخيراً على مستوى عدد الخريجين المفترض بناءً على تلك النسب سالفاً كلها، ما يعني ضياع جهود بعض الطلاب هدراً كما سنين من عمرهم بناءً على مثل تلك السياسة التعليمية مسبقة البرمجة.

والأكثر أسفاً من ذلك كله هو عدم إمكانية الطلاب من مراجعة أوراقهم الامتحانية أو المطالبة بإعادة تصحيحها، بل جُلّ ما يمكن أن يحصل عليه الطالب هو إمكانية إعادة تجميع علاماته في المادة المعنية فقط مع الكثير من التخوف جراء مثل هذه الجرأة على مستقبله العلمي.

وإذا كان هناك العديد من الأسباب التي توجب إعادة النظر بسياسة التعليم برمتها، فإن معدلات ونسب النجاح أحد هذه الأسباب، فسواء كانت تلك النتائج والمعدلات صحيحة أم غير صحيحة ومبرمجة مسبقاً فبالحالين كلتهما الأمر بحاجة للمراجعة وإعادة النظر وتبيان الأسباب وتلافي الثغرات.