ضجيج في المالكي وأبو رمانة

قد يظن بعض المغرضين الدواسيس أنني أدافع فقط عن الفقراء لا سمح الله، ولكن ذلك غير صحيح، فقد أثار تعاطفي وألمي الضجيج الناشب في حي المالكي، فقد اجتمعت نسوة المنطقة وهنّ يتذمرن، وشكلن لجنة للدفاع عن المنطقة مؤلفة من أم عربي وأم كردو وأم علي وأم عمر وأم بشار وأم سمريان وأم جورج. أين رجالهن؟ مشغولين بالبزنس. بينما هنّ يعانين.

شو القصة يا مؤمن؟ يا سيدي طال عمرك، القصة أن الدولة خرّبت عليهن حياتهن بإنشاء حديقة تشرين. كيف؟ بعد إنشاء الحديقة استلط عليها الفقراء لأنها مجانية، وكلّ عطلة يتدفقون إليها، يعني بدك تقول: بين كل فقير وفقير، فقير. وطبعاً هم قادمون بالميكروباص (الصرصور) أو سيراً على الأقدام، فيعرقون كثيراَ هم وأطفالهم، ويجلسون تحت الشمس، فيزداد العرق وتصعد الروائح في الجو، ثم تأتي نسمة هواء، فتحمل الرائحة إلى بيوت الأغنياء اللي كلفتهم ملايين الدولارات ليبتعدوا عن (العوام) ويسكنوا بجانب بعضهم. لذلك عندما تشمّ سيداتنا الرائحة يصبن بالدوخة والإغماء، ويقال والعهدة على الراوي: إن كل منزل وظف ممرضة في أيام العطل لإنقاذ سيدات المخمل من الإغماء، فمنهنّ من يستحممن بالعطر وفقدن مع الزمن القدرة على تحمل أية رائحة.

وفي كل عطلة رسمية مناحة وندب، لذلك خطرت ببالي ثلاثة حلول للمشكلة، علّي أوفق في إنقاذ سيداتنا الراقيات، الحل الأول أن نمنع دخول الحديقة على كل من لا يملك مئة مليون ليرة سورية. ويجب أن يبرز للحراس شهادة من المختار مصدقة من البلدية بذلك، ولكن المشكلة أن المخاتير سوف يبيعون هذه الشهادة.

والحل الثاني أن نجعل دخول الحديقة مقابل عشرة آلاف ليرة سورية للنفر، ولكن المشكلة أن الفقراء سوف يقفزون عن الجدران هم وأولادهم لتجنب الدفع، يعني مثل العنزة، والعنزة تخلف عنزة.

أما الحل الثالث فهو حاسم، يجتمع تجار البناء مع المرتزقة والشبيحة ويتفقون معهم على بيع البلدية الحديقة للتجار بسعر زهيد. ثم يقلع التجار الشجر والورد ويعمرون بيوت ومتاجر فيشفطون ثمن المنازل والدكاكين من الناس، فينبسط سكان المنطقة، وينبسط التجار والمرتزقة، ويجمدون مئات المليارات، ويهربونها للخارج لدعم الاقتصاد الأوربي.

وهيك يا مرحوم البي، نحل مشكلة أحبائنا الأغنياء..

شفتوا إنوا مو كلّ شطحاتي لصالح الفقراء، أنا مع الحق وبس.

■ سمير عباس