يذبحوننا بأموالنا... فلنقاطعهم!!

هناك كلام بتننا نسمعه بكثرة مؤخراً من عدد كبير من أبناء شعبنا الذين يرون بالتحركات السياسية التي تحدث سعياً لإيقاف الحرب على غزة كمن (يدق المي وبتضل مي)، فهؤلاء يبحثون عن طريقة أجدى وأنفع.

والمفارقة، أن الطريقة الأجدى والأنفع بمتناول اليد، دون أن يعي ذلك الكثيرون، وهي تتلخص بكلمة واحدة: فلنقاطعهم!!.

نعم.. فلنقاطع كل الشركات الداعمة للكيان الصهيوني الهمجي..

وللعلم، فإن عدداً من الشركات الأمريكية فتح صناديق للتبرع للعدو الإسرائيلي، لمساعدته في حربه المزعومة على (الإرهاب) في غزة، بالإضافة لرفعها نسبة المساعدات اليومية من أرباحها للكيان الصهيوني..

فمثلاً، قامت شركة فيليب موريس المنتجة لسجائر «مالبورو»» برفع نسبة المساعدات لـ«إسرائيل» من أرباحها خلال أيام العدوان من 8 % إلى 12 %، فإذا علمنا أن قيمة ما يستهلكه مدخنو العالم العربي من هذه السجائر يصل إلى نحو 100 مليون دولار يومياً، فهذا يعني أنهم يدفعون لإسرائيل يومياً 12 مليون دولار!!. وإذا كانت تكلفة طائرة الـ16 أحدث طراز بحدود الـ50 مليون دولار، إذاً فنحن ندفع قيمة طائرة حربية من جيوبنا كل 4 أيام من خلال هذه الشركة فقط.

من يقول ليس باليد حيلة عليه أن يوقف – بدايةً – إعطاء النقود لإسرائيل، ومن يعتقد أنه بذلك يقدم جزءاً من المساعدة لغزة فهو مخطئ، لأن المقاطعة هي مجرد واجب كي لا نزيد قوة الكيان الصهيوني، وهو ليس من أجل غزة وحدها، بل من أجل كل من ليس له مصلحة أن تكون هناك دولة عنصرية نووية تستخدم كل ما حرم من الأسلحة في حروبها من أجل الهيمنة والاستغلال والتوسع

إن المقاطعة لمنتجات أعدائنا هي واجب على كل من يعد نفسه شريكاً في المقاومة،  بعد ذلك من أراد أن يقدم دعماً مالياً أو سياسياً أو إنسانياً لغزة فليفعل، أما قبل أن يقاطع فهو كالساخر من أهالي غزة، يعطيهم بيمينه ويطعنهم بيساره.

وللمتشدقين الذين يتحدثون عن فوائد الشركات الأمريكية على الاقتصاد الوطني، وضرورة الانفتاح لما يوفره من فرص للعمل وحركة للاقتصاد ..الخ.. فحتى لو أغلقت معيملات (تصغير معمل) الوكلاء المحليين للشركات الداعمة لإسرائيل التي تنتج المشروبات الغازية والسجائر والمأكولات، فما المانع أن ينتج رأس مال وطني أو القطاع العام مثل هذه الصناعات (الثقيلة)!!

من كان لا يعلم أنه يساعد ويدعم «إسرائيل» دون قصد عبر ترويج واستهلاك بضائع الشركات الداعمة لهذا الكيان، ويقول ما باليد حيلة، فها نحن ننبهه لهذا الأمر الخطير.. أما وقد علم حقيقة الأمر فليس من مبرر له أن يرفض مقاطعة «البيبسي» و«الكوكا كولا» و«المالبورو» و«الكنتاكي»... وغيرها الكثير من البضائع والمنتجات، ولكن إذا استمر في استهلاك هذه البضائع فهو بالتأكيد لم ولن يملك لا اليد.. ولا الحيلة.. 

■ مُقاطِع

آخر تعديل على الإثنين, 28 تشرين2/نوفمبر 2016 22:36