يا مارق على السويداء و(المي) مقطوعة..!

يا مارق على السويداء و(المي) مقطوعة..!

تمر بعض (الصهاريج) التي تنقل المياه من أمام الساكنين هناك لا لتستقر أمام بيوتهم وتنقذهم من دفع ألاف الليرات ثمناً للمياه بل لتدخل بيوت أحد المسؤولين في محافظة السويداء وتفرغ حمولتها في مسبحه كي يتمتع سيادته بمتعة الصيف وعشرات الأحياء يحصلون عليها بالقطارة.

 

تعاني أغلب الأحياء والحارات في محافظة السويداء وريفها من عدم حصولها على المياه، عن طريق الشبكة التابعة للمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي، مما جعل الأهالي هناك يضطرون لشرائها من أصحاب الصهاريج، وبأسعار باهظة تثقل عليهم، وهم المنكوبون مسبقاً من شقاء المعيشة، وضيق الحال، ورغم الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الموارد المائية لمؤسسة المياه في السويداء، والتي تضمنت زيارة بئر أو اثنان ما زالا ضمن الخدمة، فإن تلك الزيارة العجولة والخجولة لم تغير في واقع المياه شيئاً، مما أثار استغراب الكثير من الفنيين في المؤسسة الذين أوضحوا بأن جعبتهم مليئة بالاقتراحات العملية التي لو نفذ بعضها لاكتفى أهالي السويداء من شر أزمتهم المائية ولكن لم يسألهم أو يسمعهم أحد.    

عرائض أكثر وتطنيش أكبر

نظم أهالي حي الجلاء القاطنين في الحارات الغربية للطريق المحوري ابتداء من دوار الجرة وحتى مفرق قرية كناكر و- بمتابعة من (قاسيون)- عدة عرائض تتضمن مطالبة مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في السويداء بتوفير وتنظيم دور فتح الماء باتجاه حاراتهم وقد شرحوا حجم معاناتهم في شراء صهاريج المياه سعة  ال 20برميل بكلفة 4000ل س والتي لا تكفي أسبوعاً واحداً في هذا الصيف الحار ولكنهم لم يحصلوا على أجوبة شافية تساعدهم وتفرج أزمتهم.

حكي من وجع

حرصاً من قاسيون على متابعة الموضوع توجهت للقاء أهالي الحي المذكور في اليوم المحدد لدوران المياه في الحي، والتقت بأحد المواطنين القاطنين في حارة دوار الجرة، الذي قال: «أنا موظف والله يعلم بالحال كيف عايشين راتبي ما بيكفي أكل وشرب  وفوق الموتة عصة قبر، صرنا نشتري المي شراءً كل صهريج 20 برميل تكلف 4000 ل س أحتاج بالشهر 3 صهاريج يعني 12000 ل س هذوله نص راتب وعيش يا مواطن اذا فيك تعيش» 

إحدى نساء الحي سألت «دخلك جريدتكم بيقراها هالمسؤولين و بشوفوا أخبارنا وأضافت قائلة بتقدر تكتب « نحنا بنشتهي قطرة المي وغيرنا المي ما بتنقطع عندو مسؤول كبير بالمحافظة يعبي المسبح الخاص فيه ويا ويل مؤسسة المي إذا ما غيرت مي المسبح يومياً بتقوم الدنيا ما بتقعد نحنا منموت مية مرة وغيرنا عايش وبيتسبح كمان» 

كما قال علي من سكان الحي «البلد بحالة مأساة وما بدنا عنب وناطور بدنا نأمن ها المي يا ربي شو سوينا ضاقت كتير علينا، قطعوا عنا الغاز والمازوت وزيت الكاز وحكموا فينا الفساد، وفوق هاد استكثروا المي فينا» 

قرية عتيل عطشى

 زارت قاسيون قرية عتيل وهي أحدى القرى السبع المحيطة بمدينة السويداء والتي تعاني من تزايد أعداد السكان فيها بسبب توافد المهجرين والسكن فيها، مما شكل ضغطاً إضافياً على مستوى الخدمات المتردي أصلا حيث قام أهالي وسكان قرية عتيل باعتصام على الطريق العام الواصل بين السويداء ودمشق منذ عدة أيام، مطالبين فيه بتوفير مياه الشرب في القرية وتحدث لنا فادي وهو أحد شباب القرية: «دور المي عندي كان يوم الجمعة وكالعادة ما أجت المي واشتريت 20 برميل بكلفة 2500 ل س ويمكن تكلفة النقلة بالريف أرخص من المدينة وهذا الشهر دفعت 7500 ل س ومن 5 أشهر هذه حالنا بالقرية ما حدا عم يرد علينا. 

في حين قال مفيد :«نحنا مع هالبلد مو ضد حدا عنا 11 بئر بقرية عتيل شغال منها 5 آبار بس، والباقي خارج الخدمة صرنا على هذا الحال 3شهور، متنا لا حدا حاسس فينا قدام عيون الناس، الصهاريج بأخذ مي لرئيس البلدية يعني ناس بعز وناس خليها بلا حكي أحلى»

وأكد طليع على ضرورة محاسبة المقصرين بالمحافظة وقال: «بدنا نجيب المسؤولين ونحاسبهم لأنو لو في حساب من الأول ما وصلت البلد لهون حاجي ربح من لقمة ودم المواطن»

من داخل المؤسسة 

تشير مصادر من داخل المؤسسة العامة للمياه في السويداء على أن وحدة المياه في المدينة زودت أهالي حي الجلاء الذين تقدموا سابقاً بعريضة بصهاريج سعة 20برميل بشكل مجاني دون احتساب ثمن المياه من الفواتير وقد تلقى الأهالي وعوداً من مدير المؤسسة تقضي بتنظيم المياه والدور اعتبارا من يوم الأحد القادم، وأكدت مصادرنا هناك أنه سيصل لوحدة مياه السويداء خلال الأسبوع القادم 3مضخات كانت برسم الإصلاح في محافظة طرطوس، والمفروض أن تقوم الوحدة بتركيب المضخات على 3 آبار من أصل 5 آبار معطلة تتميز بغزارة الماء فيها، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على مستوى التغذية المائية في أحياء المدينة التي تعاني نقصاً حاداً في المياه علماً أن مدينة السويداء تتغذى بالماء من 25 بئر موجودة في المدينة 20 بئر فيها تعمل و20بئر أخرى متواجدة في قرية الثعلة ما زال 12 منها يعمل وهذه الآبار المعطلة مردها لانقطاع التيار الكهربائي وانخفاض التوتر و4 آبار لا تتوفر لها الحماية الأمنية حيث تعرضت لسرقة المولدات والمضخات ولوحات التشغيل من قبل جبهة النصرة.

سلاح المياه من جديد

لا تمتلك مدينة السويداء أي مخزون مائي في الخزانات بل تعتمد على الضخ المباشر من الآبار، وعليه فإن توقف الضخ فسوف تنقطع المياه بشكل كامل ومباشر، وهذا ما يفسر إصرار فصائل جبهة النصرة على السيطرة على آبار قرية الثعلة كي تمنع المياه عن الأهالي.

اقتراحات تتطلب التنفيذ

لقد قدم الأهالي وبعض الفنيين بمؤسسة المياه اقتراحات موضوعية وعلمية وقابلة للتنفيذ وسيكون لها انعكاسها الإيجابي لحل المشكلة إذا ما طبقت بالسرعة المطلوبة وتتلخص تلك المقترحات بالآتي : 

 ربط الآبار العشرين الموجود في قرية الثعلة والآبار الخمسة المتواجدة في الكورنيش الغربي ورفع التقنين الكهربائي عنها بشكل كامل مما يضمن ضخ المياه على مدار الساعة لمدينة السويداء. 

 تأمين الحماية الأمنية لآبار قرية الثعلة  بشكل جدي وخصوصاً أنها مجاورة لنقاط ومواقع عسكرية في المنطقة ذاتها.

 التوسع بحفر الآبار لتناسب التوسع العمراني في مدينة السويداء، حيث يقدر عدد المشتركين كل عام ب 10000مشترك وتأمين التكاليف المالية من الموارد المتوفرة.