بلدية القامشلي تغيّب الخدمات وتصرّ على الضرائب!

يعود بناء حي الجولان السكني في مدينة القامشلي إلى عام 2002، إثر تضرر مئات الأسر من اكتساح حزام المدينة لدورهم السكنية. وحينها تم تعويضهم بهذه المقاسم مع وعود بتأمين الخدمات الكاملة للحي، وبالفعل نفذت العديد من الخدمات، ولكن أخطبوط الفساد في بلدية القامشلي فرّغ تلك الخدمات من مضمونها وعلى دفعات، إذ أن شبكة الصرف الصحي العائدة لحي الهلالية والمارة بالقرب من الحي في نقطة تقاطع طريق عامودا قرب قرية «جركين» تتدفق منها المياه الآسنة، وشكلت مع الأيام مستنقعاً موبوءاًبجوار الحي منذ عام 2004.

ورغم زيارة رئيس البلدية السابق إلى الموقع إلا إن البلدية لم تعالج الموضوع. أما المساحات المخصصة للحديقة والمستوصف فتم التعدي عليها بالتواطؤ مع بعض أصحاب القرار في البلدية، ورغم تنفيذ تزفيت بعض الشوارع في الحي إلا إن عدم وجود فوهات مطرية يؤدي إلى تراكم المياه أيام الهطولات المطرية، ولم يتم تزويد الحي حتى تاريخه بشبكة الهاتف الأرضي، وكذلك بالنسبة إلى إنارة الشوارع. ولأن البلدية العتيدة لم تحل مشكلة الاستملاك مع شركة الثروة الحيوانية حتى تاريخه، يُمنع المواطنون من البناء منذ خمس سنوات، ولا تُمنح التراخيص لمن يود الحصول عليها.

مختصر الحديث أن البلدية تناست الحي إلا فيما يتعلق بتحصيل الضرائب المتعلقة بتزفيت بعض شوارع الحي، إذ تفاجأ العديد من أبناء الحي مؤخراً بلزوم دفع هذه الضريبة والتي تصل أحياناً إلى 30 ألف ليرة سورية، وتبين المتابعة أن في الأمر العديد من الملابسات، فتصريحات العديد من المسؤولين أكدت لأبناء الحي أن التزفيت مجاني، وهو إعانة من المحافظة، وبغية توضيح الأمر ننشر نص العريضة التي رفعها أبناء الحي إلى الجهات المسؤولة بهذا الشأن، حيث جاء فيها:

«مقدمه أهالي حي الجولان – جانب المعهد الزراعي – متضرري حزام المدينة في مدينة القامشلي نعرض لسيادتكم ما يلي:

حيث إننا من متضرري حزام المدينة (المحلق)، وقد تم تخصيصنا بمقاسم من قبل مجلس مدينة القامشلي عام 2002 تعويضاً عن اكتساح منازلنا السابقة، والتي كانت متوضعة على الشوارع الإسفلتية، وأثناء الزيارة التاريخية التي قام بها السيد الرئيس د. بشار الأسد إلى مدينة القامشلي عام 2003، تم التأكيد من قبل سيادته على مساعدة وحل مشكلات متضرري الحزام وبالسرعة القصوى. ومنذ عام 2002 ونحن نقيم في الحي المذكور، وفي عام 2008 وردت إعانة من المحافظة بمبلغ إجمالي قدره ستة ملايين ليرة سورية لمجلس مدينة القامشلي خاصة بالطرق لمتضرري الحزام (حي الجولان)، وقد تم تنفيذ مشروع مجبول زفتي بنصف المبلغ المخصص للإعانة، وبمعدل ثلاثة شوارع فقط، وتم تخصيص الباقي لتنفيذ شوارع أخرى، وبفعل فاعل من قبل مكتب الطرق في مجلس مدينة القامشلي في حي آخر...

وبتاريخ 582010 تمت مطالبتنا برسم مادة الإسفلت، وبمبالغ تتراوح بين 14 ألف و30 ألف ليرة سورية للمنزل الواحد، مع التذكير أننا نبلغ 21 عائلة متوضعة على الشارعين، وبما أننا نعاني من الفقر، وغالبيتنا عاطلون عن العمل، نرجو من سيادتكم التكرم بالإحالة لمن يلزم بالتحقيق في الموضوع وبالتالي إعفائنا من رسم الإسفلت».

لقد أشرنا مراراً إلى معاناة أبناء المدينة وخصوصاً أحياء حزام الفقر من هذه البلدية التي تعتبر نموذجا للبيروقراطية ومرتعا للفساد..  إننا نضم صوتنا إلى صوت أبناء الحي، ونطالب بإعفائهم من رسوم الإسفلت كون أغلبهم دفعوها قبل أن تكتسح بيوتهم، وكونهم فقراء.

مراسل قاسيون

آخر تعديل على الثلاثاء, 26 تموز/يوليو 2016 12:48