هل يسير القطن على درب القمح نحو الهاوية؟

يعد كلٌّ من القمح والقطن من المحاصيل الزراعية الإستراتيجية.. التي ترفد اقتصادنا الوطني بمليارات الليرات أصبح قطاف محصول القطن على الأبواب، ومن المعروف أن عشرات آلاف الهكتارات من هذا المحصول تم زرعها في عدة محافظات، وخاصة في المنطقة الشرقية، ومن المفترض أن تكون الحكومة اليوم ممثلة بوزارة الزراعة، منشغلة جداً بهذا الاستحقاق السنوي لما له من أهمية، مولية كل اهتمام ورعاية بسلامة المحصول كماً نوعاً.

لكن المؤسف المتكرر، أن ما حصل في موسم القمح من إهمال ولا مبالاة انعكس بشكل كارثي على موسم الحنطة، نجده يتكرر في موسم القطن كصورة طبق الأصل تقريباً، سواء من حيث التعاطي مع الفلاحين والمزارعين، أو من حيث بذل الجهود للحفاظ على الموسم، ومما زاد الطين بلة أن إصابة المحصول هذا الموسم بحشرتي الذبابة البيضاء والمن بلغت ما نسبته /18%/، علماً أن الإصابة المسموح بها والتي لا تشكل خطراً على الجودة والكمية هي /4%/ فقط..

 كل هذا ونجد تبايناً وتناقضاً في عمل وتوجيهات اللجان الزراعية.. لجنة تطالب بعدم رش المبيدات، وأخرى تطالب بالإسراع في مكافحة هاتين الحشرتين، ليبقى الفلاح تائهاً بين هذه اللجنة وتلك..

في دير الزور أقرت مديرية الزراعة بحجم الإصابة الكبير نسبياً، لكنها استدركت كلامها بمقولة إن الإصابة في حدود المعقول، لكن جولة على عدد من الحقول، ومقابلة عدد كبير من الفلاحين، تثبت عكس ذلك كلياً، ففلاحو القطن يؤكدون أن الموسم قد «انضرب»، ويشكون أمرهم لله في ظل عدم وجود أي اهتمام جدي من القائمين على الشأن الزراعي، سواءً في الوزارة أو في مديريتها في محافظة دير الزور أو في الدوائر الزراعية التابعة لها، وهنا نجد أنفسنا أمام أسئلة تطرح نفسها بقوة: لماذا هذا الارتباك والإهمال؟ ولمصلحة من؟ ومن هو المقصود منه؟ هل يمكن اعتبار ذلك هدماً لآخر معقل من معاقل اقتصادنا الوطني وهو المحاصيل الاستراتيجية؟ ألا يدخل هذا التعاطي الضعيف مع مشكلات محصول القطن وقبله محصول القمح، ضمن الحرب الداخلية على بلادنا وشعبنا وكادحينا التي يقودها فاسدون مرتبطون، بغية هزم سورية عبر إفقارها وهزّها من الداخل؟؟

إن هذه اللامبالاة من الطاقم الاقتصادي تستدعي وقفة حازمة وصارمة من أولي الأمر، والبدء بضرب مواقع الفساد وخاصة الكبرى منها على وجه السرعة قبل أن تقع الفأس بالرأس...

تصنف سورية على أنها من البلاد الزراعية كون اقتصادها ما يزال حتى الآن  يعتمد بالدرجة الأولى على الزراعة.. فماذا تفعل الحكومة

البوكمال ـ تحسين الجهجاه

آخر تعديل على الثلاثاء, 26 تموز/يوليو 2016 12:47