مخيم الوافدين ينتظر التفاتة من المسؤولين!
تعاني معظم الضواحي المحيطة بمدينة دمشق من نقص في الخدمات العامة وعدم اهتمام مسؤولينا الذين كثيراً ما يمتطون صهوات البث التلفزيوني والإذاعي ليتحدثوا عن آخر إنجازاتهم في مجال تطوير المرافق العامة والبنية التحتية في مدينة دمشق، متناسين أن مدينة دمشق هي جزء من وطن كبير يجب أن تلقى معظم ضواحيه اهتماماً مماثلاً حتى تكتمل الصورة.
ولا نبالغ إن قلنا إن أكثر الضواحي تجاهلاً من مسؤولينا هي مناطق تجمعات النازحين والوافدين من باقي المحافظات، الذين هجروا قسراً من أراضيهم، ويقطنون في ضواحي دمشق التي تفتقر لأقل مقومات الحياة الصحية والخدمات العامة، وخاصة منطقة مخيم الوافدين الذي تخطى عدد سكانه /30/ ألف نسمة، فهذا المخيم يعاني من ضعف في البنية التحتية والمرافق العامة منذ أكثر من 40 عاماً.
منطقة مخيم الوافدين يمكن أن تكون أشبه بمكب للنفايات أكثر منها مكاناً للسكن الآدمي. حيث تجد الحاويات المخصصة للنفايات ممتلئة للآخر وتحيط بها القمامة لعدة أيام دون أن يتم تفريغها من قبل البلدية، مما يضطر الأهالي إلى رمي النفايات الجديدة خارج الحاويات وعلى محيط كبير. هذا المنظر يمكن أن تراه في كل شوارع مخيم الوافدين تقريباً.
إضافة إلى ما تعانيه معظم شوارع مخيم الوافدين التي يمكن أن نقول عنها مجازاً بأنها مُعبدة حيث يندر أن تجد في هذه المنطقة شارعاً واحداً معبداً صالحاً للاستخدام، فمعظم هذه الشوارع تعاني من انتشار الحفر والمستنقعات المملوءة بالطين، ما يجعلها غير صالحة للاستخدام خاصة في فصل الشتاء، فيضطر الأهالي إلى ارتداء أكياس البلاستك فوق أحذيتهم حتى يخرجوا من المخيم، مع العلم أن هذه المنطقة يوجد فيها مجلس بلدية، لكنه منتهي الصلاحية، ولا يمتلك أية إمكانات مادية ليقوم بأقل حد من واجباته، في ظل غياب اهتمام محافظة القنيطرة عن تجمعات النازحين التي تقع ضمن مسؤولياتها.
ولا تقتصر معاناة أهالي هذه المنطقة على مشكلة النظافة والشوارع غير المعبدة بل تتعداها إلى مشكلة شح مياه الشرب، فأهالي المنطقة يضطرون إلى الانتظار لعدة أيام أو أسابيع ليأتي دورهم الذي لا يتعدى /4 ـ 5/ ساعات ليحصلوا على قدر قليل من الماء، لا يكفيهم أكثر من يوم واحد، ما يضيف على أعبائهم المعيشية، رغم فقرهم، عبئاً جديداً هو شراء الماء من الصهاريج، والتي تعتبر غير صالحة للاستخدام البشري، في ظل غياب اهتمام مسؤولينا عما تعانيه تجمعات النازحين من ضعف في الخدمات العامة وتردي الظروف المعيشية، فيزداد شعور أهالي هذه المناطق بالغربة داخل وطنهم. ونوجه السؤال هنا لمسؤولينا: ألا يحق لهذه الشريحة أن تشعر بأنها جزء من نسيج وطننا الحبيب، لها نفس الحقوق التي تتمتع بها معظم شرائح هذا الوطن؟ ألا يحق لهم أن تلقى مناطقهم الاهتمام والرعاية من مسؤولينا؟!