الحشرات تغزو الفستق الحلبي وغابات الصنوبر
جائحة كبيرة بدأت تغزو غابات الصنوبر في سورية اليوم، وهي حشرة جادوب الصنوبر، وإذا استمرت الأمور بالسير وفق الواقع الحالي سوف لن نجد شجرة صنوبر واحدة في طول البلاد وعرضها، ولسوف نصحو فجأة على تصحر القسم الأكبر من الجبال والغابات، وهذه كارثة وطنية كبرى..
حشرة جادوب تبدأ بيرقة تعيش بشكل أعشاش على أشجار الصنوبر، وتتغذى على أوراقها، وهي تعد من أخطر الآفات التي تصيب أشجار الصنوبر بأنواعه المختلفة، فهي عدا عن كونها تلتهم أوراق الصنوبر وتعري الأشجار وتؤدي إلى اليباس التام سريعاً، فإنها تشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان أيضاًُ، وتتسبب للبشر بالتهابات جلدية وحساسية في العين وخاصة أثناء التماس المباشر معها، كونها سامة في بعض مراحل أطوار نموها.
الخطير في هذه الحشرة أنها لا تكافح بالمبيدات، بل تكافح بجمع البيض وأعشاش هذه الحشرة أو بحرق الشجرة وقلعها، وفي هذا الصدد يشير رئيس دائرة وقاية النبات في الغاب إلى أنه حتى شهر آذار الماضي تم جمع /103799/ مجموعة بيض ومجموعة أعشاش للحشرة في منطقة الغاب، ولكن هناك مئات الملايين من الأشجار لاقت حتفها، والمطلوب حملة وطنية يشترك بها عشرات الآلاف من العمال للمكافحة، ولكن هذا لم يتحقق ويبدو أنه لن يتحقق قريباً، وأغلب الظن أن هناك من ينتظر موت غاباتنا بحيث يتحول حطبها للتدفئة في العام القادم من أجل أن يشيّدَ المستثمرون مقاصف على أنقاضها!!
الفستق الحلبي لم يسلم..
ثمة جائحة أخرى ضربت أشجار الفستق الحلبي مؤخراً في معظم المناطق التي يزرع بها، وهي حشرة الكرمانيا التي تتسبب بدورها بأضرار بالغة على العناقيد الثمرية وجفاف الشجرة، وتؤدي إلى تساقط حبات الفستق، كما تؤدي أيضاً إلى صغر حجم الثمار وتساهم في نمو الأعفان لسنوات طويلة.. وفي هذا الصدد أشار مدير مكتب الفستق الحلبي في حماه، أن هناك ثلاثة أنواع للمكافحة: الأول المكافحة الميكانيكية والتي تقوم على التخلص اليدوي من الفضلات الموجودة تقوم على الأفرع المصابة، والثاني المكافحة الحيوية بمساعدة الدبابير التي تتطفل على هذه الحشرة وتهاجم بيوضها ويرقاتها، والثالث يعتمد على نوع من النمل والعناكب من خلال زيادة أعدادها في البساتين المصابة ضمن برنامج المكافحة الحيوية المتكاملة.
المهم أن الحشرة ضربت أشجار الفستق مؤخراً، والخسارة بالمليارات وهي في تصاعد، علماً أن المساحة المزروعة في حماة تبلغ نحو /21/ ألف هكتار أنتجت العام الماضي /162/ ألف طن، وتشكل نسبة /50%/ من إنتاج سورية.