رياضة القفز هرباً من السيارات!
سؤال يطرح نفسه بقوة هذه الأيام: ما السبب في كثرة الحوادث التي تحصل في مدينة دمشق رغم الحزم في تحديد السرعات، وإبعاد الشاحنات والسيارات العابرة إلى المتحلقات، وازدياد وعي وحذر المواطنين أثناء السير أو القيادة في الشوارع؟
الجواب قد يأتي من الحفر وأعمال الإنشاء والترميم العبثية التي لا نهاية لها المنتشرة في معظم الشوارع، فقد أصبحنا معتادين أن تفاجئنا محافظة دمشق كل يوم بفكرة أعمال صيانة أو مشروع جديد في شوارع المدينة، بطعم وبلا طعم، والضحية كالمعتاد المواطن، فالنتيجة الأولية لهذه الأعمال غير المعلن عن معظمها، هي مئات الحوادث، وخسائر مادية وبشرية كبيرة.
ولكن الغريب في الموضوع حتى الآن أن المحافظة لم تصل إلى استنارة تدفعها إلى التخطيط ثم العمل والتنفيذ، ولا تزال تعتمد العمل العشوائي الذي يسيء لمشاريعها وللناس على السواء، ولا يتناسب مع احتياجات الواقع تماماً. وعلى سبيل المثال، شرعت المحافظة مند فترة بتنظيم أتوستراد المزة وتفرعاته، لكنها وكالعادة، نسيت «عزيزها» المواطن، وتناست أطفال المدارس والمسنين والنساء، الذين لم يعد باستطاعتهم قطع الشارع السريع إلى الطرف الآخر، وخصوصاً قرب «بنك بيمو الفرنسي»، حيث لم يفكر القائمون على القرار تاريخياً ببناء جسر واحد أو حفر نفق أو وضع شرطي ينظم السير، فأصبح المواطن بعد بداية الأعمال ملزماً بقطع الشارع والقفز فوق الحاجز وتعريض حياته للخطر، وذلك بعد ما أزيلت الإشارة الضوئية في تلك المنطقة، واللافت هنا أن المحافظة تعتقد نفسها بأنها قامت بتنظيم الأمور عندما حلت الموضوع بتحديد سرعة السيارات بـ/60كم/سا، وقامت بتركيب كاميرات على طول الطريق، ولكنها في الحقيقة نسيت أن تركب كاميرات أخرى لمراقبة الحلول التي يجترحها المواطنون لكي يقطعوا الشوارع، وكأنها تقترح عليهم أن يمارسوا رياضة صباحية خطرة في قلب الشارع كل يوم، وهي القفز والجري تجنباً للموت!.
والسؤال هنا: أما آن لمحافظة دمشق أن تفكر قليلاً بمصلحة المواطن قبل أن تنفذ مشاريعها الغريبة التي تدعو للضحك والبكاء في كثير من الأحيان.