مديرية صحة دير الزور.. والصحة المفقودة
من المعروف أن أي مديرية من مديريات الصحة في سورية يتبع لها ما يسمى بالمناطق الصحية، ولهذه المناطق قوانين وأنظمة خاصة بها، فمثلاً لا يمكن أن يعين رئيساً لأي منطقة صحية منها حسب المادة 50/ث من قانون المناطق الصحية، أي شخص لا يحمل أحد الاختصاصات الثلاثة التالية: صحة عامة، أطفال، أمراض نسائية.
وهذا ينطبق على الكثير من المهام والشعب الأخرى، لكن ما يحصل في مديرية صحة دير الزور مخالف تماماً لهذا القانون، فنجد أن جميع رؤساء المناطق الصحية في دير الزور والبوكمال والميادين والصور هم أطباء أسنان، وكذلك مركز التأهيل الجامعي، وشعبة المراكز الصحية، وضبط الجودة، ولجنة دعم القرار والرقابة الداخلية.. كل هؤلاء أطباء أسنان! فهل جاء ذلك مصادفة؟
الأدهى من ذلك الفلتان الحاصل في المشفى الوطني بديرالزور ففي يوم 9/11/2009 كان مدير صحة ديرالزور متواجد في عمله لغاية الساعة /1.5/ ظهراً، ولم يلتحق أي طبيب بعمله بمن فيهم مدير المشفى نفسه والذي تم التعاقد معه بعد قدومه من خارج سورية بشهر واحد فقط، والذي هو نفسه صاحب ومدير مشفى (ق) الخاص، وغالبية الأطباء الاختصاصيين العاملين في المشفى الوطني يعملون في هذا المشفى، مما يؤدي لعدم التزامهم بالدوام في المشفى الوطني، ناهيك على عملية تهريب المرضى إلى المشفى الخاص. والسؤال ما هي الإجراءات التي اتخذها مدير الصحة أمام هذا الفلتان؟ ألم ير مدير الصحة أن حديقة المشفى الوطني تحولت إلى دورات مياه للنساء بعد العطل في دورات مياه المشفى والتي استعصى إصلاحها؟ أما قسم الأطفال في المشفى فقد تعاقدت مديرية الصحة على إجراء إصلاحات له بعقد مدته /3/ أشهر، وها قد مضى عام ولم تنته هذه الإصلاحات! فهل عجزت مديرية الصحة عن تعيين مدير للمشفى الوطني من الأطباء العاملين عندها بدلاً من التعاقد مع طبيب آخر يملك مشفى خاصاً به، أم أن الأمر (حكلي لأحكلك)؟
كما نسأل مدير صحة ديرالزور عن سبب استمرار العطل في المنافس الخاصة بالقصور التنفسي عند الأطفال سواءً في المشفى الوطني أو في مشفى الأسد، حيث يتم تحويل الأطفال المصابين بالقصور التنفسي إلى مشافي دمشق ليقطعوا مسافة /500/كم، وقد يصلون وقد يموتون على الطريق؟ وهذه حال مرضى القصور الكلوي أيضاً، إذ لا يزال جهازا غسيل الكلى معطلين. فهل انشغل مدير الصحة بانتخابات أعضاء نقابة أطباء دير الزور التي ستجري وشيكاً ونسي مهامه؟
