نفوس القنيطرة تفقد خطها مع الوزارة
من أطلق تسمية النفوس على مديريات الأحوال المدنية (أمانة السجل المدني) كان يحترمنا بالتأكيد، فنحن البشر نفوس تحزن وتغضب، وتنكسر.
في نفوس القنيطرة التي تم نقلها من موقعها الكائن في الحلبوني إلى مركز محافظة القنيطرة بعد قرية (خان أرنبة)، أي حوالي 50 كم عن دمشق، رغم أن معظم أبناء القنيطرة يعيشون في العاصمة، إما بسبب العمل، أو للسبب الرئيس وهو النزوح بقوة الاحتلال والذي قادهم إلى العاصمة أو محيطها، في خان أرنبة وقف المواطنون القادمون من دمشق تحت سطوة وسلاطة موظف النفوس لساعات وعلى لسانه العبارة التالية: الخط مقطوع مع الوزارة.
المواطنون الذين تكبدوا عناء القدوم إلى مدينتهم الأم لم يتمنوا أن يأتوها والخط مقطوع، طلباتهم ليست أكثر من إخراج قيد لتسجيل ابن في المدرسة، بيان عائلي من أجل زواج أو طلاق، تغيير دفتر عائلة بدفتر جديد وأنيق.
الموظف الذي يصيح تعباناً: الطابعة أيضاً عاطلة والكمبيوتر، والأستاذ (ها).. يشير إلى شاب يمسك بتلابيب الكمبيوتر.. الأستاذ ها.. يصلحه.
موظفة أخرى في أمانة سجل خان أرنبة: كأن اليوم يوم دوام عادي.. للعلم كان أول أيام الدوام الأحد 11/4/2010.. شو بدنا نكتب بالقلم.
في انتباه بسيط لأي مواطن لاحظ أن معظم موظفي أمانة السجل من أنصاف المتعلمين، حتى أن أحدهم كانت مهمته عندما كانوا في دمشق جلب السجلات إلى الموظفين.
قبل انتهاء الدوام الرسمي بقليل حصلت أنا الموقع أدناه على بيان عائلي، وإخراج قيد، ودفعت مع المواصلات والطوابع 500 ليرة سورية وبعضاً من كرامتي.
■ ع. دياب