اكتشاف جغرافي جديد في محافظة حماة: «المهاجرين» لا تقع في منطقة «سلمية»!!
بعد سنوات طويلة على انطلاق مسيرة التطوير والتحديث في قطرنا الحبيب، بدأت بعض نتائج هذه المسيرة وبواكير ثمارها تظهر للعيان من خلال مجموعة من الاكتشافات العلمية المذهلة التي تطلعنا عليها بعض الجهات الرسمية، وآخرها الإنجاز العلمي الكبير الذي حققه محافظ حماة مؤخراً، بالاستعانة بمديرية التجارة الداخلية في المحافظة نفسها، حيث أثبت المحافظ بما لا يدع مجالاً للشك بأنه لا توجد في منطقة «سلمية» قرية تدعى «المهاجرين» على الإطلاق، وبهذا دحض ادعاءات بعض المغرضين من المواطنين الذين ادعوا حدوث مخالفات في تسعيرة النقل على خط «مهاجرين- سلمية» للميكروباصات!!
تفاصيل هذا الإنجاز العلمي الذي نالت جريدة الثورة شرف تغطيته الحصرية، هي في التالي:
فقد نشرت جريدة الثورة في عددها رقم 14148 تاريخ 1 شباط 2010 شكوى مغرضة ادعت أن «السائقين العاملين على خط «المهاجرين- سلمية» يتقاضون أجراً للراكب الواحد تزيد (هكذا وردت الكلمة في الأصل) عن التسعيرة الرسمية ثلاث ليرات، علماً أن التسعيرة المحددة هي سبع ليرات، الأمر الذي يخلق مشاحنات ومشادات بين السائق والركاب يومياً، والسؤال هنا لماذا لا يتقيد سائقو الخط بالتسعيرة المحددة؟».
وبما أن هذه القضية قد حيرت عقول بعض محرري الجريدة، فقد قرروا إحالتها إلى محافظة حماة، لما اشتهر به القائمون على هذه المحافظة من براعة في حل الألغاز الغامضة وكشف خفايا الأمور، فجاء رد المحافظة على الشكل التالي: «لا توجد قرية باسم المهاجرين: إشارة إلى ما نشر في صحيفتكم العدد رقم 14148 تاريخ 18 / 2 / 2010 بعنوان : «لا يتقيدون بالتسعيرة» فيما يلي رد مديرية التجارة الداخلية في محافظة حماة على ما ورد: «حول تقاضي السرافيس العاملة على خط المهاجرين ـ السلمية زيادة في الأجرة المستحقة بمقدار ثلاث ليرات سورية عن التسعيرة الرسمية. نعلمكم أنه لا يوجد لدينا في محافظة حماه (منطقة السلمية) قرية باسم المهاجرين، وبالتالي لا يوجد أي تعرفة لهذا الخط في قرار النقل الصادر عن المكتب التنفيذي في حماة». التوقيع: محافظ حماة»..
هكذا حققت المحافظة اكتشافها الجغرافي العظيم، ولسان حالها يهتف بكبرياء جريحة، تليق بمن يتولون شؤون أحفاد ياقوت الحموي: «الوقاحة البشرية لا حدود لها».
من جهتنا ننصح كل المواطنين السوريين القاطنين في حي «المهاجرين» بدمشق، والذين يضطرون لركوب ميكروباصات «مهاجرين- سلمية» مرتين في اليوم على الأقل، بالتوجه لمحافظة حماة طالبين المغفرة والعفو، بعد أن نجحوا في خداع كل السوريين وإيهامهم بوجود منطقة تدعى «المهاجرين»، فإذا كان هيرودوت أبو التاريخ قد نجح فيما مضى بإيهام جميع المؤرخين بوجود قارة مفقودة تدعى «أطلانتس»، فإن مثل هذه الأكاذيب لم تعد تنطلي على أحد في عصر الاكتشافات العلمية العظيمة التي تحققها محافظة حماة وجريدة الثورة.