هموم حمصية ...

هموم حمصية ...

وضع معيشي متردي من الفقر إلى الإفقار وقد ازدادت المعاناة عبر حالة الفلتان التي طالت كل شيء، حيث لخصها أحدهم بقوله: «عشاق الأزمة أخدوا راحتهم ع الآخر، بلا حسيب ولا رقيب»، حيث أصبح الوضع العام من سيء إلى أسوأ معيشياً وخدمياً وحتى على المستوى الصحي.

 

لهيب الجو بظل

 انقطاع المياه والكهرباء

المياه تقطع بلا أية ضوابط، قد تصل في بعض المناطق والأحياء لأيام متتالية، مما يضطر الأهالي للتزود بالمياه عبر أصحاب الصهاريج، الذين يستغلون حاجة الأهالي للمياه بالمزيد من رفع الأسعار.

انقطاع الكهرباء حدث ولا حرج، فهي مشكلة مزمنة ولا حل منظور لها، مع السلبيات المرتبطة بقطع الكهرباء كلها، اعتباراً من تعبئة المياه للغسيل والتغسيل والنظافة، مروراً بالبرادات وتعفن الأطعمة، وليس انتهاءً بجحيم اللهيب المترافق مع ارتفاع درجات الحرارة، وغيرها من انعكاسات سلبية على الأعمال والحرف والورشات.

فوضى 

بوسائط النقل

وسائط النقل الداخلي تتحكم بحاجة المواطنين للتنقل، وقد ازداد هذا التحكم بعد رفع أسعار المحروقات، حيث أضربت بعض وسائط النقل العاملة على بعض الخطوط، وذلك من أجل رفع أجور النقل 10 ليرات، مما اضطر الموظفين والعمال والطلاب للتنقل بالتكاسي، الذين يتحكمون أيضاً بالأجور التي يتقاضوها دون محاسبة ورقابة تصل لأربعة أضعاف تكلفة التنقل بالسرافيس أو بالباصات.

أسعار منفلتة

واقع الأسعار المنفلتة بالأسواق لم يسبق له مثيل، وقد ازدادت تباينات وفوارق الأسعار بعد رفع أسعار المحروقات، حيث بات للسلعة الواحدة عدة أسعار حسب كل محل تقريباً، وذلك لانعدام وجود أية رقابة عليها، وقد قال أحد المواطنين عن دوريات التموين بأنها «دوريات تشليح» وهي لا تقوم بدورها، وقد قال صاحب أحد المحلات الصغيرة: «بتمنى يحاسبو التجار الكبار، لأن نحنا ما النا علاقة، نحنا كل ما نزلت الأسعار كل ما زاد شغلنا وكل ما ارتفعت كل ما خف الشغل، لذلك هدول لي عم تحكي عنن يروحو يحاسبو التجار الكبار لأن نحنا فاتحين محلات لنعيش ودوبنا عايشين ليجي لسه التموين يعمل مخالفة بـ ٢٥٠٠٠ ليرة بدنا كل الشهر لحتى نطالعها».

لم يتم التقيد بسعر جرة الغاز حسب المعلن، حيث يتم تقاضي 200 ليرة كحد أدنى سعراً زائداً على كل جرة بكل مركز توزيع، ويتساءل الأهالي عن عدم تحديد السعر بشكل يتضمن عمولة المركز وأجور النقل وغيرها من النفقات الإضافية مثل عمولة المختار وقيمة الطوابع أو غيرها، بدلاً من التعاطي مع البائعين والموزعين والخلافات الناجمة عن تغيرات السعر بين مركز وآخر.

زعرنة وتحرش

وفوق ذلك كله هناك ظاهرة التشبيح المتزايدة، مع ملحقاتها وخاصة استعمال الدراجات النارية، التي أصبحت وسيلة زعرنة وتشبيح وسرقة وتحرش من قبل الكثيرين من الشباب المنفلت والأهتر، حيث أصبحت ظاهرة الزعرنة بالدراجات النارية عبئاً على الأهالي، ليس في حمص المدينة فقط بل في المناطق والقرى القريبة والتابعة للمحافظة كلها.

ذلك كله يجري في غياب شبه تام لأجهزة الدولة عن ممارسة مهامها ودورها.

وأخيراً ننقل ما قاله أحد أهالي المدينة: «صار في كل محافظة دواعش يقوموا بالتخريب وسرقة البلد، وبرغم ذلك كله نحن باقون ومستمرون بالحياة رغم أنوفهم، فكل هؤلاء مظاهر زائلة قريباً».