فقراء سورية يتسولون الحكومة

على حين غرة، وبعد أيام طويلة من الخريف مرت حارة وجافة، سقطت الأمطار والثلوج الغزيرة في كل أنحاء سورية، بعدما «تحالفت السماء والفريق الاقتصادي على المواطن السوري المسكين»، حسب تعبير أحد الرفاق من الجزيرة التي شكت الإهمال والجفاف معاً، وفجأة تفاءل الجميع بالخير القادم من السماء بعد طول انتظار، وستتوقف أبواق الفريق الاقتصادي التي كانت تضع اللوم على الجفاف والقضاء والقدر، ولهذا كان لسان حال المواطن السوري يقول: «ربِّ إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه».

ومع ذلك تبقى الغصة كبيرة في حناجر الغالبية العظمى من الشعب السوري، من تردي الأوضاع المعيشية وانخفاض مستوى الدخل قياساً على غلاء المعيشة المتزايد، وخاصة في فصل الشتاء. وعندما نقول غالبية الشعب فنحن نقصد أكثر من /80%/ من شرائح الشعب السوري الذي لم يعد لديه قليل من الثقة بوعود الحكومة، بل أصبحت ثقة الشعب بهذا الفريق الاقتصادي مثل (ثقة الدجاجة بالثعلب)

هذا الكلام هو حديث الشارع السوري الدائم حالياً عن دعم المازوت، ولماذا لم يُقَرَّ حتى الآن؟ وهل أصبح هذا الدعم في خبر كان؟ وإلى متى تنتظر الحكومة إقرار الدعم، إلى نهاية الشتاء؟ فالبرد دخل في العظام وهو أساس كل علة كما تقول التجارب، وهو لا يرحم. ولماذا التخبط والتناقض في تصريحات الوزراء المختصين بهذا الشأن؟ وهل نجعل المواطن السوري ينتظر قلقاً متوتراً حتى يقطع الأمل من تلقاء ذاته؟ وحتى زيادة الرواتب الموعودة تملصت الحكومة من تنفيذها، والرواتب متجمدة منذ أكثر من ثلاث سنوات رغم القفزات السريعة التي حصلت في الأسعار ولم يعد يكفيها أربعة رواتب. فمتى سيجري توزيع دعم المازوت؟ وهل تتوقع الحكومة من الشعب السوري بغالبيته أن يمد يده لينادي بأعلى صوته: «لله يا محسنين»؟

تصدر عن أركان الفريق الاقتصادي، بقيادة المايسترو (الدردري) تصريحات رنانة وأرقام نمو وهمية تجعلنا نظن أنفسنا نضاهي الدول المتطورة، ولكن على أرض الواقع يتبين أنها مجرد كلام وأوهام، وليس بالأفعال.

التصريحات لا تتوقف عن التطوير والتحديث وأرقام النمو العالية، وعن الاستثمارات والفوائد التي سنجنيها منها، علماً أن المستفيد الوحيد هو تلك الأقلية من الناهبين الطفيليين والرأسماليين والفاسدين.

واقع الحال يقول إن البرد والفاقة والعوز والحياة المعيشية الصعبة تعصف بغالبية الشعب السوري الأصيل، الذي يحتاج إلى عودة دورالدولة الرعائي ليحفظ له كرامته وأمنه التي هي من كرامة الوطن وأمنه، بعيداً عن الاستمرار في هذه السياسات المتبعة من الفريق الاقتصادي الذي يعامل شعبنا كمتسولين!!