احذروا أيها السوريون.. رمضان على الأبواب!
كما في كل موسم، كما في كل مناسبة هامة ينتظر فيها المواطن السوري بادرة أمل في فرح أو ارتياح، ينقض حيتان السوق على أحلامنا وأمنياتنا فيقتلونها في مهدها قبل أن ترى النور.
رمضان على الأبواب، كنا نسميه ونعرفه شهر الخير والبركة، شهر البر والإحسان والتعاضد والتكافل الاجتماعي، لن تفرحوا بذلك أيها السوريون، ها قد قطع التجار عليكم حلمكم الزائف، وبدأت أسعار المواد التموينية بالتحليق فوق كل خيال، فالخضار والفواكة الموسمية التي ينتظرها المواطن من عام لآخر، كالبندورة البلدية الساحلية والحورانية، والخيار البلدي والبطاطا قد ارتفعت أسعارها بين 20 ـ 30 تموز بنسبة 25%، ولحم الفروج على مختلف أشكاله قد ارتفعت أسعاره بنسبة 35%، واللحوم الحمراء زادت أسعارها بنسبة 15%، ولن نتكلم عن الفواكة الصيفية لهذا الموسم، ففي الحديث عنها حرج كبير لكثير من الشرائح الواسعة في المجتمع السوري، حيث أن الكثيرين من فقرائنا لم تسنح له فرصة تذوقها، نظراً لأسعارها المجنونة، ولم يستطيعوا ترديد عبارة «خير السنة ورزق جديد».
موجة غلاء الأسعار لم تخصص مادة بعينها فتجتاحها، بل انتشرت على كل السلع التموينية والاستهلاكية، حتى ولو كانت بنسب قليلة، ولكنها على المجموع ستشكل عبئاً كبيراً على كاهل المواطن، فقد بدأ الارتفاع إضافة إلى اللحوم والخضار، بشكل غير ملحوظ وطفيف على أسعار البيض والبقوليات كالعدس والحمص، وكذلك السمك والزيوت، ناهيك عن الأسعار المرتفعة أصلاً للسكر والرز والسمنة وغيرها.
هذه مقدمة لممارسات التجار البعيدين عن رقابة الدولة وتدخلها وسيطرتها على الأسعار، يضاف إليها الأساليب الانتهازية والاحتكارية التي يمارسها التجار في هكذا مواسم، فإنهم يستغلون الحاجة الملحة للمواطنين على الأغذية والمواد الاستهلاكية، فيقومون بإغراق السوق بالأغذية المنتهية الصلاحية وغير الصالحة للاستخدام البشري، و«كله بيمشي». أو قد يحتكرون سلعة هامة وكثيرة الطلب في شهر رمضان كالسكر والجوز والتمور.
كثير من المواطنين يدركون مصدر الأزمة وأصل المشكلة، ويشتكون من انعدام الرقابة الحكومية على الأسواق التي أصبحت ساحة يتفرد بها التاجر طمعاً وجشعاً واحتكاراً، دون رادع أو مراقب أو محاسب.
أين دور جمعية حماية المستهلك في وقف هذا التسلط والاحتكار والطمع؟! فالجمعية لها دور السلطة التنفيذية في مراقبة الأسواق بأسعارها وأنواعها.
لماذا هذا التمادي من الحكومة بترك السوق الداخلية لتطبيق شريعة الغاب (القوي يأكل الضعيف) علماً أن 90% من شعبنا السوري ضعفاء اقتصادياً ويمكن التهامهم بسهولة من قبل الضواري الكاسرة التي تنهش لقمة عيشنا اليومية، أم أن هذا هو المقصود؟!
ستقوم «قاسيون» بتحقيق استطلاع شامل على الأسواق المحلية في العدد القادم لتبيان الارتفاع في الأسعار خلال الأيام القليلة التي تسبق شهر رمضان، والذي نأمل أن يعود كما كنا نعيشه ونعرفه، شهر المودة والخير والبركة، والإحسان والتكافل الاجتماعي.