سكان الكفرون نجحوا بإنقاذ هوائهم من «المكب»
أفاد مراسل «قاسيون» في منطقة الكفرون بطرطوس أن الأهالي الذين أمضوا ليل الثلاثاء 28/12/2010 معتصمين في موقع «مكب الكفرون» استطاعوا في النهاية الحصول على وعد من المسؤولين في طرطوس بنقل المكب المثير للجدل بعيداً عن مدخل منطقتهم، محولين بذلك مطالبهم إلى أمر واقع. فعند الساعة الحادية عشرة من صباح الأربعاء 29 كانون الأول وصل محافظ طرطوس الدكتور عاطف النداف يرافقه قائد الشرطة إلى موقع المكب ليطمئن الأهالي إلى أن المحافظة قررت العدول عن تنفيذ المكب عند أطراف غابة الشهيد باسل الأسد في الكفرون، وطلب منهم فك الخيام التي اعتصموا بها والعودة إلى منازلهم بعد أن وعدهم بنقل موقع المكب إلى مكان آخر.
وعلمت «قاسيون» أنه تم تكليف لجان لاستشارة بلديات المنطقة تمهيداً لاختيار المكان الأنسب للمكب المزمع تنفيذه، وبذلك انفض اعتصام الأهالي على أمل أن يكون الموقع الذي سيتم اختياره في المستقبل مراعياً لشروط السلامة البيئية والآثارية في المنطقة، ونقل المراسل عن الأهالي شكرهم لتجاوب المسؤولين في محافظة طرطوس لمطالبهم وإبعاد المكب عن هوائهم وبيئتهم.
يذكر أن الأهالي كانوا قد عرضوا في وقت سابق على استجابة المحافظة لمطالبهم قائمةً بالأماكن التي يمكن تنفيذ المكب فيها، وهو ما أكده المراسل مشيراً إلى أن الموقع الجديد قد يتم اختياره بناءً على هذه القائمة، ولم يتسن لـ«قاسيون» معرفة ما إذا كان المتعهد الذي كان سيتولى تنفيذ المكب في الكفرون سيكون نفسه عند تنفيذ المكب في المستقبل عند اختيار موقع جديد.
وفقاً لمصادر خاصة، فقد عقد اجتماع أمني في طرطوس تمخض عن تبني مطالب ورغبة الناس في عدم إقامة المكب في موقعه الذي كان مقرراً، وعلمت «قاسيون» أن المحافظ أوصى باعتماد المكب القديم نفسه والذي يمتد لمساحة خمس دونمات وهو ما كان يطالب به الأهالي أصلاً في القائمة التي عرضوها للمواقع البديلة.
وأتى هذا الوعد الرسمي، بعدما تفاقمت مشكلة «مكب الكفرون» جراء محاولة المتعهد المكلف بتنفيذ المكبّ البدء بالعمل مجدداً بعد مشادة سابقة مع الأهالي ولكن بحراسة قوة من حفظ النظام هذه المرة، إلاّ أن أهالي كفرون ومشتى الحلو والقرى المحيطة، وكما في المرة السابقة، عادوا للاحتشاد بالمئات عند أطراف غابة الشهيد باسل الأسد في الكفرون، حيث الموقع المقرر للمكب، ووقفوا في وجه الآليات، مانعين المتعهد وآلياته من إتمام عمليات التنفيذ.
وكان الأهالي قد اعترضوا على وجود هذا المكب منذ توارد الأخبار عنه، فرفعوا العديد من العرائض الرافضة، وقدموا الكثير من الاحتجاجات، ولكن ذلك لم يجد نفعاً، مما اضطرهم أخيراً للتصدي لمحاولات التنفيذ عبر الاعتصام والاحتشاد، ومواجهة المتعهد والآليات وجهاً لوجه.. وهو ما أثمر قبل نحو أسبوعين عن إيقاف التنفيذ مؤقتاً بعد تدخل العديد من الجهات الحزبية والشعبية، وأشيع أن المسألة سيعاد النظر بها كلياً.. لكن المتعهد ما لبث أن عاد بآلياته إلى الموقع صبيحة هذا اليوم، محاولاً إتمام ما بدأه..