مشروع إنعاش الرّيف... بحاجة إلى إنعاش الموقع : بانياس .. جرد العنّازة.. التون الجرد

من السّهولة بمكان تصديق أن منشأة عامّة ما قد أصابها العجز أو الترهّل إن كان لسوءٍ في الإدارة، أو تقادم في المعدّات، أو حتّى قلة حيلة عمالتها من محاولات فاشلة لكسر روتين خانق تحميه بيروقراطيّة وورقيات مملة.

إنما من الصعب التصّديق أن صرحاً حُكم عليه بالموت حتّى قبل أن يرى النّور ويتّضحُ من اسم المشروع (مشروع انعاش الرّيف) أنه خُلق لِيُحيي الرّيف القريب منه والبعيد،لا أن يُهملَ ويبقى حسرةً و غصةً بحلق من رأَوه يُبنى. فمن شهد حجر الأساس في شبابه غالباً لن يرى افتتاحه النهائي خاصة أنّ عمر المشروع حتّى اليوم قد تجاوز الثّلاثين عاماً.

ابتدأ العمل بهذا المشروع في أوائل ثمانينيّات القرن الماضي و بعد عدّة مراحل مهمّة من بنائه توقّف المشروع، ولمدّة تجاوزت العشرين عاماً.

بعدها أُعيد إنعاش بنائه ليتم إنجاز معظمه سنة 2004 وتم تسليمه من قبل المتعهّد(مؤسسة الإسكان العسكرّية) إلى وزارة الشّؤون الاجتماعية و العمل و بمتابعة كاملة من الخدمات الفنية في العام نفسه تم التّسليم الأوّلي على أن يتلافى المتعّهد بعض الملاحظات ليصار إلى التّسليم النّهائي الذّي لم يحصل حتّى اليوم.

هذا الصّرح الذي يبعد (35) كم عن مدينة بانياس السّاحلية--ناحية العنّازة- قرب قرية التون الجرد، مكوّن من عدة أبنية منظمة تنظيماً جميلاً تتخلله الحدائق و الممرّات و المواقف وهو عبارة عن :

-1 مستوصف: مبنى كبير من طبقة واحدة يشغل منه غرفة كعيّادة أسنان وصيدلية متواضعة وهو يرقى لمستوى مشفى (لو تم تجهيزه و تفعيله)، وما أدراك ما حاجة المنطقة للمشفى! خاصة أنه يحتوي على غرفة عمليات نسائية(ولادة) وقاعة للمخبر و أخرى للتصوير الشعاعي مع كامل بناها التحتية، وعدد من الغرف الكبيرة وكلّها خالية.علماً أن أقرب مشفى من المشروع يبعد(35)كم.

-2 روضة يمكنها استيعاب عدد كبير من الأطفال لو حظيت ببعض مقوّمات الرّوضة و لضعف الإمكانيّات لاتستقبل إلا عدداً قليلاً من الأطفال رغم الحاجة الماسّة لها.

-3  ملعب رياضي مجهّز و غير مُفعّل وله سور حديديّ ويمكن إشغاله بملاعب لكرة السلّة و اليد و الطّائرة و التّنس و عدّة أنشطة و رياضات أخرى.

-4 مِبقرة: وهو بناء مجهز لحظائر الأبقار وتربية المواشي وقد تم اشغاله من قبل مستثمر.

-5 وحدات سكنية: وهي أبنية من عدّة شقق خُصّصت للعائلات وعدد من الغرف لغير المتزوجين وهي كاملة المرافق.

-6 أراضي: أرض زراعية تتجاوز العشرة دونمات لم يتم استثمارها أو تشجيرها.

-7 تدفئة مركزية لكامل المشروع من أقصاه إلى أدناه، كل تجهيزات التدفئة المركزية الحديثة و كامل الُبنَى التّحتية من كهرباء و صرف صحّي و مياه الشفة.

8 - داخل المشروع محوّلة كهرباء و خزّان مياه و مستوعب كبير للمحروقات.

9- مبنى الإدارة: وهو بناء من طبقتين ويحتوي العديد من الفعّاليات المفترضة في حال تفعيلها ومنها على سبيل المثال:

- قسم الادارة وهو عبارة عن عدد من المكاتب الفارغة(8) تقريباً .

- قسم مخصص ليكون وحدة إرشادية وهو عبارة عن (5) غرف فارغة.

- عدة قاعات كبيرة(100-200)م2 وكل منها ملحق بغرفة داخليّة و كلّها فارغة.

- صالة تحتوي على عدة مكنات للتريكو.

- قاعة فيها عدد من الحواسيب.

- صالة دائرية وهي مدخل الإدارة وبسقف زجاجي و يُفترض أن تكون معرضاً (يُفترض أن تكون لعرض السجّاد اليدوي المفترض تصنيعه ضمن المجمّع أو خارجه) وتُسمى صالة التدبير المنزلي.

- صالة مسرح وكل تجهيزات السينما الأولية ، مدرجات خالية المقاعد و قد تتسع لأكثر من مئتي شخص.

- وغيرها من الأنشطة و الفعاليات و السّاحات التي لم ترَ النور بعد.

حكوماتٌ أفلتْ وعقودٌ مضتْ و زياراتٌ لعدة مسؤولين لم يبخلوا بتوزيع الأحلام و الوعود البرّاقة. و لم يتحقّق منها شيء حتى الآن.

غصةٌ بحلق كل مواطن يقطن قريباً منه وعاصر مراحل إنجازه،والخراب الذي لحق به بفعل عوامل الطّبيعة القاسية في تلك المنطقة أو لتأخير التّسليم النّهائي.

إن أهالي البلدات والقرى المجاورة إذ يناشدون كل الشرفاء في هذا الوطن أن يساعدوهم في إنعاش و تفعيل هذا الصّرح لما يقدمه من خدمات كثيرة ومتنوعة ويخلق فُرص عمل كثيرة وجديدة. صرخة تعلو.. فهل من مجيب؟