حلب المدينة والريف بأسوأ أوضاعها الإنسانية
الواقع الإنساني لأهالي مدينة حلب يتدهور يوماً بعد آخر، بسبب استمرار المعارك بالمدينة وبمحيطها، مع الاستهداف المتواصل للبنى التحتية فيها، واستمرار الحصار شبه المطبق عليها، حيث النقص بالمواد الغذائية والأدوية، وبالخدمات العامة، من ماء وكهرباء وغيرها.
قاسيون
الوضع المأساوي الذي يعيشه الأهالي هناك بات متصاعداً، خاصة مع تزايد أعداد النازحين إليها من المناطق المحيطة، بالإضافة إلى استمرار سقوط الضحايا من المدنيين، جراء القذائف المنهالة عليها من كل حدب وصوب، حتى طالت المرافق الطبية من مشافي ومراكز صحية، إضافة إلى منع المياه عنها كأحد الأسلحة المستخدمة بوجه الأهالي، بعد استهداف محطات معالجة المياه، وشبكات الكهرباء ومحطاتها ومراكز التحويل.
استهداف القطاع الطبي كان الأسوأ
ولعل الاستهداف الذي طال القطاع الطبي في المدينة كان له الانعكاس السلبي الأكبر حتى الآن ، حيث لحق الدمار مشفيين، بالإضافة إلى الضحايا من الكادر الطبي العامل بهذه المشافي، والمواطنين المدنيين الخاضعين للعلاج فيهما، مما وضع هذه المشافي خارج الخدمة عملياً، وبالتالي كل ما كان يقدم عبرهما، من علاج واستشارات وأدوية وعمليات جراحية أو عمليات توليد، للآلاف من الأهالي أصبح من المنسيات الآن، مع ما يحمله ذلك من تداعيات سلبية على مستوى الصحة العامة بالمدينة.
تحييد المدنيين عن دائرة الصراع
إن استمرار الاستهداف للمدنيين وللمنشآت الخدمية، يزيد من الواقع المأساوي الذي يعيشه الأهالي، مع واقع الجوع والعوز وتدني مستويات المعيشة إلى الحدود الدنيا، الأمر الذي يفرض على القوى الوطنية جميعها، والقوى الاقليمية والدولية الجادة الضغط على جميع الأطراف المتنازعة بغاية التوصل إلى إيقاف هذا الاستهداف، وتحييد المدنيين عن دائرة الصراع، وبشكل فوري وعاجل، حيث كادت الحياة أن تصبح شبه معدومة في العديد من المناطق هناك.
بدائل البنى التحتية
كما بات من الضروري والهام السعي من أجل تجهيز وتأمين البدائل عن البنى التحتية المدمرة كلها، سواء على مستوى تأمين مصادر المياه، أو على مستوى تأمين الخدمات الصحية والطبية، بالإضافة إلى تأمين مستلزمات الحياة من غذاء وغيره من أساسيات الحياة الأخرى، وذلك بالتعاون مع الهلال والصليب الأحمر وغيرها من القطاعات المحلية الأهلية، ناهيك عن ضرورة تأمين مصادر الطاقة، خاصة الكهرباء عبر المولدات وغيرها من الوسائل الأخرى الضرورية والهامة، وتحديداً للقطاع الصحي وقطاع المياه.
الريف استنزف خيراته
ما يعانيه أهالي حلب المدينة، يعانيه أيضاً أهالي الريف القريب والبعيد، الذي بات يغص بالنازحين أيضاً، مع التدني المتعاظم للموارد بهذا الريف، حيث استنزفت خيراته خلال الأعوام المنصرمة، وخاصة على مستوى الزراعة التي كانت العماد الرئيسي للمعيشة هناك، مع صناعاتها المرافقة، ما يعني ضرورة استعادة النشاط الزراعي في هذا الريف، عبر تأمين مستلزمات الإنتاج لهذا القطاع، من ماء ووقود وبذار وسماد وغيرها من المستلزمات الهامة والضرورية لإعادة دورة الإنتاج الزراعي.
فتح المعابر ضرورة
أهالي حلب مدينةً وريفاً، بحاجة ماسة إلى الإمدادات الإغاثية بأنواعها ومكوناتها كافة ، وبالتالي لا بد من اتخاذ الإجراءات الكفيلة من أجل فك الحصار عن المنطقة كاملة، من أجل الاسراع بإيصال هذه الإمدادات إليها، وبالتالي بات من الأهمية بمكان التوصل لاتفاقات ما، من أجل فتح الطرق والمعابر البرية الضرورية لهذه الغاية، وذلك منعاً من استمرار تدهور الواقع الإنساني للأهالي هناك.