القامشلي ... يجب ألا تمرّ الفتنة

 بغض النظر عن تفاصيل الحوادث التي وقعت في مدينة القامشلي مؤخرا،ً بات واضحاً أن هناك من يعمل على تفجير صراعات هامشية في هذه المدينة، التي تضم طيفاً واسعاً من الانتماءات القومية والدينية، وذلك بالضد من إرادة ورغبة أغلبية أبناءها، وأمام هذه المحاولات البائسة فإن المطلوب اليوم أكثر من أي شيء آخر هو، وأد الفتنة المبيتة التي يعمل البعض على إشعالها، حيث تتوفر كل الإمكانيات للقيام بهذه المهمة المشرفة وطنياً وانسانياً، اي مهمة وأد الفتنة، وردها على أعقاب من يحاول العبث بالسلم الإهلي. 

إن هذه المحاولات تأتي بالضد من رغبة ومصالح عموم أبناء القامشلي ومحافظة الحسكة، وهو ما تم التعبير عنه من خلال حالة الامتعاض والاستهجان العامة تجاه هذه الحوادث من قبل عموم ابناء المدينة بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية، أي أنه لا يوجد مبرر موضوعي، وأساس مادي لها، كما أن ثقافة الفتنة، هي ثقافة غريبة عن قيم أبناء هذا الجزء العزيز من التراب الوطني.
إنها تأتي في ظرف تسارع جهود القوى الدولية الحليفة لسورية، لعقد مؤتمر دولي لحل الأزمة السورية سياسياً، وهي بذلك تخالف الاتجاه المنطقي لتطور الأزمة السورية المرتقب.
إن حدوث فتنة من هذا النوع يأتي خدمة مباشرة للقوى الإرهابية التي لم توفرأ أحدا من أبناء المحافظة، من ممارساتها و أساليبها البربرية الوحشية، وما زالت تتربص بها. ومن الجدير بالذكر في هذا السياق، إن محاولة تغييب دور أي مكون من مكونات المحافظة هو تغييب للكل، وإضرار بمصالح الكل، فعلى الدوام كان من أولى ضحايا العصبية القومية والدينية هم أبناء هذه القومية وهذا الدين قبل غيرهم، وبالتالي فإن أي توتير في ظروف اليوم على أساس قومي أو ديني وأية محاولة اقصاء، أو إلغاء، هو سلوك مشبوه، يضرّ بمصالح الجميع.