إزالة إشغالات الرصيف في كفرسوسة فقط!

إزالة إشغالات الرصيف في كفرسوسة فقط!

بعملية «خاطفة ومباغتة»، قامت محافظة دمشق بإزالة مجموعة من الإشغالات، «دون سابق إنذار»، في منطقة كفر سوسة عند تجمع «المولات»، بحسب أحد أصحاب المنشآت التجارية هناك، الذي أكد أن «عملية الإزالة شملت غرف أراكيل، وغرف لحماية مولدات الكهرباء، وغرف صاج والمعدات في داخلها».

الإشغالات المخالفة في تلك المنطقة بنوعين، الأول منها: في الجزء الخلفي من المنشآت التجارية، والتي تم استغلالها بغرف الأراكيل والمولدات الاسمنتية والصاجية، والنوع الثاني هو: توسع المطاعم إلى الوجائب الأمامية وإقامة «كافيهات» مخالفة، لكنها «بمظهر حضاري» بحسب ذات الشخص.
يعترف أصحاب تلك المنشأت التي تمددت بإشغلات مخالفة، أن وضعهم غير قانوني، لكنه يؤكد أيضاً أن عمر المخالفات يعود لعام 2010، ومنذ ذلك الحين لم يتم الإنذار بالإزالة أو الهدم لتلك الإشغالات، وهذا ما حدث فجأة بداية الشهر الجاري، دون سابق إنذار.


مفاوضات مستمرة

يؤكد أحد اصحاب المنشآت «المتضررة» والتي يبلغ عددها 8، أنه حدثت لقاءات سابقة مع محافظة دمشق عام 2013، وتم عرض مبلغ 75 ليرة سورية كآجار، لكل متر واحد يومياً ، قامت عليه إشغالات في الوجائب، وهذا لم يناسب أصحاب المنشآت حينها، وعندما توترت الأوضاع أمنياً في المنطقة، تم تأجيل الحديث بذلك.
محافظة دمشق، أزالت الإشغالات الخلفية المخالفة كلها، من غرف آراكيل وغرف مولدات، وضعت في الخلف لتخفيف حدة الضجيج، وقامت بترحيل المخالفات، وبقي موضوع الوجائب المستولى عليها، قيد البحث بين الطرفين «المحافظة وأصحاب المنشآت».
حتى اليوم يقوم أصحاب المنشآت بفك المخالفات على الوجائب بأيديهم بحضور لجان من البلدية والمحافظة، لكن ببطء، حتى تنتهي عملية المفاوضات مع المحافظة.


لا إنذارات خطية تجنباً للقضاء!

مدير دوائر الخدمات في محافظة دمشق، مازن فرزلي،  لم ينكر في حديث إذاعي، عدم طرح إنذارات خطية مكتوبة لأصحاب الإشغالات قبل الإزالة، مشيراً لزيارة قام بها مسؤولون في المحافظة إلى المنطقة قبل أسبوع،  حيث «تم إعلام المخالفين حينها بذلك» على حد تعبيره، نافياً أن يكون قد تم هدم أي شيء مبني «إسمنتياً» فوق المعدات التي بداخله، إلا أن الصور التي وردت لصحفية «قاسيون» تؤكد عكس ذلك.
تتم حالياً إزالة المخالفات ببطء «شيئاً فشيئاً تجنباً «للشوشرة»، وبأيدي أصحاب تلك المخالفات» وفقاً لفرزلي، الذي برر عدم إصدار إنذارات خطية، بأنه تجنباً «لحدوث وقف تنفيذ، وهذا الأمر يتطلب تدخل القضاء».
فرزلي يؤكد أن أصحاب تلك المنشآت المرخصة «ضمن كتلة المول» والتي تندرج ضمن رقم إفرازي واحد، «نفذت إشغالات لصالح المحلات عام 2010، على الوجائب التي تعتبر أملاكاً عامة أمام المول»، مشيراً إلى نوع آخر من المخالفات تعدوا بها على «منطقة التنظيم المخصصة لمدرسة وحديقة».


الذمم أو الإزالة

وطالب فرزلي أصحاب المنشآت المخالفة، بدفع ما ترتب عليهم من ضرائب مالية لقاء إشغالاتهم للوجائب منذ عام 2010، وإلا سيكون مصيرهم الإزالة، والحديث هنا للإشغالات التي تعود لعام 2010، في الجانب الأمامي للمول، مشيراً إلى «صياغة مذكرة لتنظيم الإشغالات، وتكليف أصحابها بعوائد مالية، باستثناء تلك الإشغالات التي تعدت على المخطط التنظيمي، والتي لا يمكن تسوية وضعها».


مطالبة بالإنصاف

أصحاب تلك المحلات يرون في مخالفاتهم الأمامية بالوجائب أنها «ذات مظهر حضاري، ومتنفس للمواطنين لعدم وجود مثيل لها في دمشق» على حد تعبيرهم، وهنا يطالبون بإنصافهم في تحديد سعر إيجار المتر بما يتوافق مع الوضع الاقتصادي الحالي، وهو ما وعدت محافظة دمشق بتحقيقه.
المال يشرعن المخالفة
عملية الأخذ والرد، التي دارت بين أطراف المخالفات في منطقة كفر سوسة، والتي قد تشرعن تعديهم على الوجائب، مقابل مبلغ مالي معين، يبرر مباغتة المحافظة لهم، والبدء بالهدم والإزالة فوراً، وقد تشير إلى شيء مشابه في قضية الأكشاك التي تعدت على أرصفة المارة وسط العاصمة دمشق، وعلى مرأى من دوريات المحافظة، حتى بات بعضها يسيطر على أرصفة بأكملها، وخاصة عند مركز المدينة، إضافة إلى «قهاوي»، انتشرت ضمن الحدائق العامة، واستولت على ساحات واسعة منها، واستجرت التيار الكهربائي من أعمدتها بشكلٍ غير مشروع، دون تحريك ساكن.