الماء والكهرباء وربات البيوت
ما زالت أزمة الماء والكهرباء تتفاقم يوماً بعد آخر في العاصمة، وتزيد من معاناة الأهالي فيها، وخاصة ربات البيوت اللائي بتن لا يعرفن ليلهن من نهارهن وهن بانتظار مواكبة وصل التيار الكهربائي، مع خرخرة المياه في الأنابيب، كي يستكملن وجبة غسيل مضى عليها ثلاثة أيام ولم تكتمل، على سبيل المثال.
كل وعد يتبعه وضع أسوأ
الحياة شبه متوقفة في المنازل عند غياب الماء والكهرباء، والوعود والتصريحات التي يسمعنها ربات البيوت يومياً عبر نشرات الأخبار لم تعد تجدي نفعاً مع واقع يزداد سوءاً، بل على العكس، فقد قالت إحداهن أنها باتت تتشاءم من الوعود؛ حيث وبعد كل وعد وتصريح يصبح الوضع أسوأ من ذي قبل، وخاصة على مستوى الكهرباء، فكلما ظهر تصريح لمسؤول يقول أن ساعات التقنين سوف تقل تجد أن العكس هو الذي يتم ويجري، وتزداد ساعات التقنين بعده، إن كان ذلك على مستوى الماء أو على مستوى الكهرباء.
إجازات ومهاترات
الكثير من ربات البيوت العاملات يضطررن إلى التغيب عن أعمالهن، نتيجة الوضع السيء للكهرباء والماء، حتى أن بعضهن قد استنفذن إجازاتهن الإدارية التي من المفترض أن يستثمرنها لراحتهن، على حساب المزيد من الجهد والسهر والعناء، ناهيك عن أن بعضهن قد بدأن بالتغيب بإجازات دون أجر نتيجة استمرار هذا الوضع المتردي، ما يعني عملياً المزيد من إجراءات التقشف الشهري الذي يعشنه أصلاً، بالإضافة إلى الدخول بمهاترات أحياناً مع مدرائهن ومسؤولي أقسامهن، وخاصة اللواتي يعملن على خطوط الإنتاج، حيث في بعض المنشآت الخاصة يحسم من أجرهن يومين بدلاً من يوم واحد لقاء التغيب، وصاحب العمل غير معني عملياً بالمعاناة ومبرراتها.
خلافات بين قاطني الأبنية
في بعض الأبنية السكنية بدمشق بدأت تحدث المشاكل بين القاطنين فيها، وخاصة فيما بين النساء، وذلك بسبب أن البعض يستخدم مضخة لسحب الماء والبعض الآخر يستقبل المياه بالإسالة فقط، ما يعني أن المياه تصل إلى بعض المنازل وتغيب عن أخرى، الأمر الذي يدفع إلى المشاجرة التي تصل حدود السباب والشتائم، ناهيك عن أن البعض في الطوابق المرتفعة يقوم بنقل المياه من خزانات جيرانه إلى خزانه، ليؤمن حاجته على حساب حاجتهم، وقد حصلت عدة شجارات بهذا السبب أيضاً، ولكن هذه المرة بين الرجال من سكان تلك الأبنية.
خلبية وعود المسؤولين تستوجب المحاسبة
لعل تلك الحوادث والأحداث لم تصل إلى مسمع المسؤولين عن واقع خدمات الماء والكهرباء، أو لعلها قد وصلت إلى مسامعهم ولكنهم مسرورين بها، باعتبار أن الناس بدأت بتنفيس احتقانها جراء هذا الوضع المتردي للخدمات، على بعضها البعض شجاراً وشتائماً وسباباً، بدلاً من توجيه أصابع اللوم إليهم كمسؤولين عن استمرار معاناتهم وتفاقمها، ودون الوقوف على محاسبة كل منهم على وعوده وعهوده الخلبية، بشكل جدي، كي يكون لتلك الوعود تنفيذ حقيقي وملموس على أرض الواقع، حيث أن تلك الخدمات ليست ترفاً، ولاحياة دونها عملياً.