«داعش» يحاول مجدداً في تل تمر
بعد محاولاته المحمومة ومعاركه المتواصلة للسيطرة على البلدة قبل أشهر دون نتائج فعلية، عاد تنظيم «داعش» الإرهابي ليطل برأسه في قرية تل تمر، التابعة للريف الغربي من محافظة الحسكة في الشمال السوري، بثلاثة انفجارات هزت أرجاء البلدة مساء الخميس الماضي 10/12/2015.
أسفرت الانفجارات الثلاثة التي قام بها التنظيم، مستخدماً شاحنتين لنقل المازوت وشاحنة أخرى محملة بالسكر، عن استشهاد ما يزيد عن 15 شخصاً وأكثر من 90 مصاباً، لترتفع حصيلة الشهداء في اليوم التالي إلى أكثر من 60، نتيجة للإصابات البالغة، حسب وكالة «سانا».
استهداف موقوت
حسب مصادر محلية، فقد وقعت الانفجارات بالقرب من أحد المراكز الصحية في القرية، وفي شارع فلسطين وسوق الجملة التجاري، وهي المناطق الحيوية والمزدحمة غالباً، ما رفع من أعداد الشهداء والمصابين.
وكشفت المصادر المحلية أن التفجيرات الإرهابية الثلاثة خلفت أضراراً كبيرة جداً في المحلات التجارية والمنازل السكنية والمركز الصحي في القرية، وخصوصاً التفجير الذي وقع عند شارع فلسطين، والذي يعد الأضخم من حيث حجم الخسائر، كون هذا الشارع يعتبر مركز البلدة، والتفجير حدث في وقت كانت المحلات التجارية مفتوحة وتستقبل الزبائن، عدا عن الكثافة السكانية مقارنة مع التفجيرين الآخرين.
من يقف خلف التفجيرات؟
مع انقضاء الساعات الأولى للعمل الإرهابي، انفتحت التساؤلات حول الغاية من التفجيرات الثلاث وتوقيتها، فالقرية، التي لا تبعد أكثر من 35 كم عن مدينة رأس العين المتاخمة للحدود السورية- التركية، من الساحات المستهدفة بالتوتير على خلفية الجهود المبذولة اليوم لإغلاق الحدود، ووقف عمليات التهريب وحركة المقاتلين دخولاً وخروجاً، والعتاد العسكري القادم إليهم. ذلك ما يدفع لوضع احتمال التوتير المطلوب حيثما ما أمكن على طول هذه الحدود كأحد الأسباب المتخفية وراء هذا العمل. فمع انقضاء السبل أمام الحكومة التركية للعب دور فاعل في الشمال السوري، يبقى أمامها محاولات الاستثمار في الأذرع الفاشية ودفعها باتجاه لعب دور محدد لخلط الأوراق في المنطقة التي لا تزال تراها تركيا كمساحة نفوذ يجب أن تكون حاضرة فيها، للوهم حول إمكانية التأثير في سيناريوهات سورية قادمة.
في المقابل، وجهت «الحاكمية المشتركة لمقاطعة الجزيرة» اتهاماً إلى كل من تنظيم «داعش»، وتركيا، وما سمتهم بعض المجتمعين في «مؤتمر الرياض»، بالوقوف وراء تفجيرات بلدة تل تمر، ولفت البيان إلى أن «هذه التفجيرات الإرهابية إنما كانت بإيعاز من داعش، وراعيتها تركيا،.. مرة أخرى تدفع داعش مزيداً من أدوات القتل والدمار إلى مدينة تستهدف فيها الآمنين، مرة أخرى، تستبيح قوى الإجرام و التكفير القيم والأخلاق والثقافة وتبيد الحجر والبشر». فيما يرى بعض المحللين أن التفجيرات الأخيرة هي استهداف للدور الذي تلعبه الإدارة الذاتية في الشمال السوري، مما استدعى بدوره أعمالاً إرهابية تهدف إلى ترهيب القوى التي أبدت مقاومة فاعلة ضد التنظيمات الإرهابية.
يذكر أن التنظيم- الذي أفرج مؤخراً عما يقارب 25 شخصاً جرى اختطافهم في شهر شباط الجاري- تبنى عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي التفجيرات الثلاث، زاعماً أنها «استهدفت مقاتلين أكراداً».