تحذير
  • JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 177
(التعليم العالي) مفاجآت.. والطلبة محتارون بين مفاضلاتها

(التعليم العالي) مفاجآت.. والطلبة محتارون بين مفاضلاتها

حمل إعلان مفاضلة القبول الجامعي للعام الدراسي للعام 2015_ 2016. مفاجآت عديدة للطالب السوري. أهمها اعتماد ما يسمى السنة التحضيرية للقبول الجامعي في الكليات الطبية.

تسجيل مباشر

لم يدرك بعد طلاب الفرع الأدبي للثانوية العامة في سورية، ماهية التسجيل المباشر للكليات التي يحق لهم التقدم إليها.
هناء نجم الدين. طالبة ثانوية عامة فرع أدبي. تقول: أعدت قراءة إعلان القبول أكثر من مرة كي أتأكد أنه يحق لي التسجيل مباشرة في الكلية التي حققت الحد الأدنى المطلوب من العلامات، دون وضع خيارات ثانية، لكن والدتي غير مقتنعة بهذا الأمر وطلبت مني وضع رغبات ثانية في حال تم رفع معدلات القبول في المفاضلة الثانية. علما أنه في التسجيل المباشر لا يوجد مفاضلة ثانية. هي رغبة وحيدة يتم التسجيل عليها والالتحاق بالكلية أو الفرع دون الحاجة إلى انتظار مفاضلة ثانية.
فراس المقداد. طالب بكالوريا فرع أدبي. يقول: إن نظام التسجيل المباشر أفضل بكثير من حرق الأعصاب الذي كان يتعرض له الطالب وذويه في انتظار نتائج المفاضلة الثانية، وخيبات الأمل التي كانت تصيب الطلاب نتيجة رفع وزارة التعليم العالي للعلامات المطلوبة.


مفاضلة أولى وثانية وثالثة

صدرت المفاضلة الأولى للفرع العلمي، ليتفاجأ الطلاب بالمعدلات المرتفعة التي وضعتها وزارة التعليم العالي كشروط للقبول الجامعي. حيث وجد عدد كبير من الطلاب أن الوزارة لم تراعِ الظروف الصعبة التي مر بها الطلاب خلال العام الدراسي الماضي، وأن الوزارة طلبت علامات شبه تامة في عدد من الفروع أبرزها الطب البشري والصيدلة.
مازن مرعي طالب فرع علمي يقول: تهجرنا أكثر من مرة وانقطعت عن الدراسة لأكثر من شهر ونصف. كنت من المتفوقين منذ الصف الأول الابتدائي. وكانت نتائجي تامة لكن هذا العام لم أتمكن من الدراسة بشكل جيد بسبب ظروف تنقلنا، ولم أستطع تحصيل علامات تؤهلني دخول كلية الطب البشري، وتبقى لي خيار الهندسات أو إعادة العام الدراسي من جديد، وهذا أمر غير مضمون النتائج أيضاً. حيث لم يستقر وضع البلد بعد، وخطر تهجرنا من المنطقة التي نسكن فيها حاليا لازال قائماً. كل ما أتمناه أن تتبنى الوزارة نظاماً جديداً كلياً لا يعتمد على نتائج امتحان البكالوريا فقط. وذلك لما يحمله هذا النظام القديم من إجحاف بحق الطلاب. حيث نشهد حالات غش عديدة وخاصة في السنوات الأخيرة. استطاع طلاباً غير مؤهلين تحصيل علامات تساوي وأحيانا تسبق طلاب اجتهدوا ودرسوا طيلة عام دراسي كامل.
لا تدري رشا على أي بر سترسو، حيث صدر إلى الآن إعلان مفاضلة للفرع العلمي. وهي اليوم ترتب رغباتها الخمس  والعشرين كي تفاضل عليهن. تقول رشا: لم نكن نعلم من قبل عن وجود سنة تحضيرية للكليات الطبية. ولم نستوعب في البداية ما هو الهدف منها، طالما أن الوزارة اعتمدت علامات امتحان الشهادة الثانوية للقبول الجامعي، لماذا لا يتم العمل به؟ فإذا أرادوا أن يفتحوا المجال للتسجيل حسب الرغبة، فإن الطلاب جميعهم ستتقدمون للتسجيل في كلية الطب البشري. دون غيرها من الكليات الطبية. حيث ينظر الأهل والمجتمع بأكمله إلى طلاب كلية الطب على أنهم هم القدوة وهم أفضل الطلاب والباقون يأتون بعدهم.


سنة تحضيرية

غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة عن عدد كبير من المناطق السورية. وعدم الترويج من قبل عن السنة التحضيرية للقبول الجامعي في الكليات الطبية في المدارس والمعاهد التدريسية. وضع الطلاب وأهاليهم أمام حيرة عن كيفية التقدم والتسجيل وماهيتها.
مجدولين طالبة حازت على مجموع علامات يؤهلها دخول كلية الطب البشري حسب إعلان المفاضلة. تقول: حسب إعلان المفاضلة يحق لي دراسة الطب، ولكن حسب السنة التحضيرية سأدخل الى جانب باقي الطلاب الذين لا يحق لهم دراسة الطب ولكن يحق لهم دراسة الصيدلة وطب الأسنان. أي ينبغي علي أن أدخل في منافسة جديدة لمدة سنة كي أتمكن من دراسة الطب، وهو الفرع الذي أحبه، علماً أني عانيت مع أهلي هذا العام ظروفاً صعبةً من تنقل ودفع أجور دروس خصوصية لتعويض ما فاتني بسبب تنقلنا بين المحافظات. وأنا لا أضمن الاستقرار كي أتكمن من المنافسة مرة ثانية، كما أننا لا نعلم هل سيتم فرزنا حسب علاماتنا في امتحان البكالوريا، أم حسب نتائج الإمتحان الأخير في نهاية السنة التحضيرية.
 قال وزير التعليم العالي الدكتور محمد عامر مارديني: أن وزارة التعليم العالي قامت باعتماد السنة التحضيرية انطلاقاً من أن علامة الشهادة الثانوية لم تعد المعيار الوحيد للقبول الجامعي في سورية أو حتى خارج سورية، إضافة إلى  أن سورية هي البلد الوحيد التي تعتمد علامة الثانوية العامة للدخول للكليات الطبية وهذا المبدأ لا يحقق تكافؤ الفرص بين الطلاب.
وتابع الوزير: اعتمدنا مبدأ إعلان السنة التحضيرية حيث يبقى الطالب في طيف الكليات الطبية ولكن يجب أن ينجح. وفي حال عدم النجاح سينتقل إلى كلية أخرى، ويأخذ معه مواد متماثلة لافتاً إلى أن السنة التحضيرية هي من ضمن سنوات الدراسة في الكليات.
مضيفاً أنه سيبدأ تطبيق خطة السنة التحضيرية على الكليات الطبية  وفتح الباب لكليات الهندسة في العام الدراسي 2016-2017 ومع نجاح التجربة سوف يتم تطبيقها على الكليات جميعها.


ماذا نعرف عن كلياتنا

معظمنا لم يكن يعلم عن الكليات والجامعات التي التحق للدراسة بها سوى اسمها، وأنها توازي خط علاماته في إعلان المفاضلة. والكثيرون يدخلون كلياتهم وفق رغبات أهاليهم، بعيداً عن طموحاتهم في المستقبل. وهذا أمر لم يكن يسبب مشكلة لدى عدد كبير من الطلاب الذين لم يسمعوا عن الاختصاصات الدراسية سوى ما يتناقله الأهل في جلساتهم.
حيث يغيب الترويج لدراسات في الكليات عن المناهج أو النشاطات التعليمية. وبالتالي يخرج الطلاب من المرحلة الثانوية ولا يحملون أدنى فكرة عن أهمية كل كلية، وعن الحياة التي ستنفتح أمامهم في حال درسوا فرع ما دون غيره. ومن هنا يجد الموجه التربوي علي أحمد: أن السنة التحضيرية التي تعتزم وزارة التعليم العالي اعتمادها هذا العام للكليات الطبية كان من الأجدى لو أنه تم اعتمادها بدلاً من سنة البكالوريا. التي لا زالت تحدد مستقبل دراسة أبنائنا. ويضيف: على وزارة التربية أن تضيف مادة يتم من خلالها تعريف الطلاب بالكليات العلمية وسوق العمل الذي ستفتح أمامه بعد التخرج من هذه الكلية.

التسجيل المباشر في كليات الفروع الأدبية، والسنة التحضيرية لبعض كليات الفروع العلمية، وعدم توضيح الجوانب الإجرائية والتنفيذية من قبل الوزارة المختصة، كما هو مفترض، أضاف إرباكاً جديداً إلى إرباكات القطاع التربوي التعليمي في البلاد، وأعاد إلى الأذهان، السؤال عن ما هية السياسة التربوية التعليمية المتبعة في هذا القطاع، الذي اتسم خلال العقد الماضي بسمتين أساسيتين:
التخبط في مراحل التعليم الاساسي والثانوي، من حيث تغيير الخطط التربوية، والمناهج بشكل غير مفهوم أحياناً، وكأن تلاميذ هذه المرحلة أصبحوا حقول تجارب، لدى واضعي هذه السياسات والخطط.
الخصخصة، حيث تتوسع يوماً بعد يوم، عمليات الخصخصة المعلنة والمستترة، التي تاتي كتحصيل حاصل لتراجع دور قطاع التعليم الرسمي، بعد انحدار أداء مؤسسات التعليم الرسمي.

آخر تعديل على الأحد, 06 أيلول/سبتمبر 2015 11:36