الحسكة في مواجهة إرهاب داعش

الحسكة في مواجهة إرهاب داعش

تتعرض مدينة الحسكة، وهي مركز المحافظة، منذ أيام إلى هجمات متكررة من قبل ما يسمى «تنظيم الدولة..»، بهدف السيطرة عليها، وإخراجها من تحت سلطة الدولة، في محاولة تشبه ما حدث في العديد من مناطق البلاد مؤخراً...

الهجمات بدأت بعدة سيارات مفخخة على الحواجز الرسمية المتمركزة على مشارف المدينة، وتحولت إثر ذلك إلى مواجهات ميدانية، حسب ما أوردت العديد من وكالات الأنباء، لتتقدم داعش لاحقاً على محور سجن الأحداث، في جهة الجنوب باتجاه مركز المدينة وتلاقي مواجهة من القوات الرسمية، وترافق ذلك بقصف المدينة بالهاونات من قبل «التنظيم» حيث راح ضحية هذا القصف العديد من المدنيين، لتسود حالة من القلق والترقب في المدينة حتى ساعة إعداد هذا التقرير، حسب روايات شهود عيان.. 

داعش تتراجع 

وبغض النظر عن هذه المحاولات البائسة لاستباحة مدينة الحسكة، ينحسر نفوذ «داعش» في محافظة الحسكة عموماً يوماً بعد يوم، لصالح تنظيمات عسكرية محلية، كوحدات الحماية وغيرها، ليتأكد بذلك مرة أخرى أن أية مواجهة جدية مع داعش تنتهي بهزيمة هذه الأخيرة، وتتوضح عدم قدرتها على الإمساك بالأرض لمدة طويلة إذا توفرت الإرادة لطردها، ومن الجدير بالذكر هنا أن المواجهة الحقيقية مع هذا التنظيم الإرهابي، يجب ألا تخضع للتجاذبات القومية أو الدينية، فلا يحق لأحد وضع شروط لمواجهة داعش، كما لايحق لأية جهة ابتزاز أحد آخر بخطر داعش، باعتبار أن هذا التنظيم الإرهابي يشكل خطراً على الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم، وباعتبار أن أحد مصادر قوة هذا التنظيم تنبع من التصدعات الموجودة في البلاد، وبعبارة أوضح، أن المنطق الذي يجب أن يسود في مواجهة داعش هو منطق الوطنية السورية ببعدها التقدمي، باعتبارها الإطار الجامع لكل السوريين، الذي يجب أن يكون حاضراً لبناء سورية الجديدة الخالية من كل مظاهر التمييز، والتي تؤمن فيها كرامة كل ابنائها.