من نهر (يزيد) إلى وباء!..
المواطن الذي سحقته الأزمة بات اليوم عرضةً أيضاً بأن تقصم ظهره قشة صغيرة كحشرةً تافهة..!
في حي ركن الدين العريق المزدحم بأهله وبالمهجرين إليه من المناطق أو المحافظات الأخرى، أصبحوا الآن عرضةً للإصابة بالأمراض التي يشكل نهر يزيد بؤرة علنية لها.. فهو لم يعد نهراً منذ سنوات، وإنما ساقيةً مكشوفة للصرف الصحي، مع تراكم النفايات التي تعيق حتى جريان مياه الصرف فيه ليصبح مستنقعاً تتطاير الحشرات فوقه!، برائحة تزكم الأنوف على بعد عشرات الأمتار، وخاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة.
النهر الذي أصبح موبوءاً، يمر بالقرب من عدة مدارس وبالقرب من مجمع أفران ابن العميد وسوق الخضرة مما يجعل احتمال نقل الأمراض عبر الحشرات إلى الخبز والخضار وارداً جداً، وبالتالي انتشار الأمراض لدى قاطني الحي كافة، القريبين من النهر والبعيدين عنه.!
ورغم المطالبة المستمرة من الأهالي والمتكررة كل عام، إلاّ أن الجهات المسؤولة تضع في (أذنٍ طيناً وفي الأخرى عجيناً)، وتكتفي بلدية ركن الدين بتجريف بعض أجزائه.. ليبقى بؤرةً للأمراض ومستنقعاً لاستيطان الحشرات، ولتعود القاذورات للتراكم من جديد.
لا شكّ أن الحل الإسعافي السريع هو: تجريف النهر ورشه بالمبيدات الحشرية باستمرار، لكن الحل الحقيقي هو بتغطيته نهائياً فهل تسمع بلدية ركن الدين، وهل سيستمع المسؤولون في محافظة دمشق، أم هم (صمّ بكم لا يسمعون)، لأن في آذانهم وقرٌ لا يسمعون فيها إلاّ نغمات الفساد ولا تهمهم أنّات الفقراء..!؟