من الذاكرة: أنا فخور بك
بعودة سريعة بالذاكرة إلى أيام «الشباب» يتراءى ملء عين خاطري أول معسكر «مخيم» شاركت فيه وبالتحديد عام 1955، والذي أقيم على ضفة النهر قريباً من قرية أشرفية وادي بردى الواقعة بين بلدة الهامة وبلدة عين الخضرة. وأستعيد الآن صور وجوه عدد من الرفاق المشاركين ومنهم زهير الترياقي ونور الدين الجزائري وعبد الفتاح ومحمد على أيوبي... ويضم المعسكر خيمتين كبيرتين للنوم وبعض النشاطات الثقافية السياسية، وإلى جانبهما خيمة صغيرة مخصصة للوازم المعسكر وبخاصة المواد التموينية الغذائية وأدوات «الطبخ»..
وأذكر جيداً أننا كنا ننهض مع شروق الشمس لنمارس التمرينات الرياضية – الجري لمسافة نصف كيلو متر ذهاباً وإياباً بين الأشجار على ضفة بردى. وبعد ذلك نؤدي تمرينات سويدية، ثم نتحلق حول الرفيق المسؤول عن المعسكر، الذي يتلو على مسامعنا فقرات البرنامج اليومي للنشاطات المتنوعة المقررة، كالمطالعة والمسابقة الثقافية والنشاطات الحرة، كالسباحة والهوايات الخاصة، كما يحدد لنا المهمات ولاسيما الحراسة وإعداد الطعام و«الجلي» والنظافة العامة، كما يعلن اسم الرفيق «المتميز» في نشاطات اليوم السابق. وبعد ذلك نجلس حول «المائدة» لتناول الإفطار وأكواب الشاي وتمر السنوات وتتوالى المعسكرات في وادي بردى، والتكية وفي رحاب غوطة دمشق ولإعداد الرفاق سياسياً وثقافياً.. ومن الأمور اللافتة التشجيع على الاشتراك بالنوادي الرياضية والثقافية والفنية.. وعلى سبيل «المثال» فقد كنت أحد رياضي نادي النصر للمصارعة الرومانية بإشراف البطل «أبو رعد البلح» والكائن في منطقة الجبة بحي الصالحية.
ومن ذكريات المرحلة اللاحقة زياراتي لنادي «معهد التربية البدنية وكمال الأجسام» الذي يديره الرفيق ميشيل منير في جادة الشهداء بطريقة الصالحية، ذلك النادي الذي استطاع اثنان من أعضائه وهما قاسم يزبك ومجيد المواز تحقيق الفوز ببطولة العالم لكمال الأجسام.
وكما هو معروف للجميع أن للرياضة مكانتها اللائقة التي يتنافس على تبوئها خيرة الرياضيين.
واليوم –الشيء بالشيء يذكر- يحمل لي الفيسبوك خبراً سعيداً تمثل في صورة حفيدي علي وهو يحقق انجازاً رياضياً مميزاً بفوزه ببطولة بيرمن بألمانيا في الملاكمة.. فيفيض قلبي بفرحة عارمة، يلهج لساني بعبارة: أنا فخور بك يا حفيدي.