من الذاكرة: وللبيوت تاريخها

من الذاكرة: وللبيوت تاريخها

منازل الرفاق في حينا، مثلها مثل بيوت الرفاق في كل مدن وقرى بلادنا سورية الغالية، كانت وعبر عشرات السنين الحاضن للعديد العديد من الاجتماعات والنشاطات الحزبية والجماهيرية، وهي جديرة أن تحفز الرفاق إلى تسجيل ما ضمته من فعاليات، هي بلا أدنى شك جزء هام من تاريخ حزبنا، وأعتقد أن لدى الرفاق معلومات دقيقة عن عشرات، بل مئات البيوت في طول البلاد وعرضها، معلومات إن لم تسجل ستذهب أدراج الرياح وتغيب في «عالم النسيان».

لقد بدأت بتسجيل ما أعرفه من معلومات عن بيوت الشيوعيين في حينا، تلك البيوت كانت بمثابة بيوت للحزب في رحابها وغرفها التي اتسعت لاجتماعات وندوات واحتفالات الرفاق. ومنها على سبيل المثال بيوت الرفاق إبراهيم بكري ورشاد عيسى وعبد الجليل وعبد الوهاب رشواني وأبو ابراهيم سعيد الكردي وأبو ابراهيم صلاح ملاطيه لي، وعربي عبده وأبو كمال ظاظا وعمر سوركلي ونديم رمضان وعادل الملا وأبو خالد شحادة عرب وأبو راشد ميقري وأبو راشد قره قيجي وأبو عصام محسن الأيوبي. تلك البيوت التي جرت فيها دورات واحتفالات ومعارض وندوات فنية وأدبية وقانونية وسياسية في مختلف المناسبات الوطنية والطبقية.
وفيما «يخصني» فإن انتقالي من بيت أهلي، إلى بيت أستأجرته في أواسط الستينيات هيأ لي المجال لأجعله «مركزاً» للدورات التعليمية للرفاق الشباب في المرحلتين الإعدادية والثانوية، ولدورات التمريض وضرب الإبر، إبان حرب حزيران (1967)، ثم لاجتماعات اللجنة التنفيذية لاتحاد الشباب الديمقراطي، وفيه قدمت الفرقة الفنية العراقية حفلتين رائعتين.
وبعد انتقالي إلى البيت الذي حصلت عليه من خلال جمعية سكنية ومازلت أسكنه، منذ أواسط سبعينيات القرن الماضي فقد احتضن العديد العديد من الاحتفالات الحزبية والاجتماعات واللقاءات السياسية والدورات التدريسية، والندوات الأدبية وحضر بعضها الأديب حنا مينه، والفنية، والقانونية والأحوال المدنية وأشرف عليها الرفيق نجاة قصاب حسن. وفي الذكرى الستين لتأسيس الحزب، عقدت فيه ندوة أقامتها هيئة تحرير صحيفة قاسيون، دعي إليها عدد من الشيوعيين الأوائل وبعد الترحيب بهم تحدث الرفيق الأستاذ رشيد ابن حي المهاجرين الذي بدأت صداقته مع بعض الشيوعيين في أواخر عشرينيات القرن الماضي وفي أوائل الثلاثينيات وبتشجيع من والده انضم إلى صفوف الحزب. ثم تحدث كل من الرفاق الأستاذ رشاد عيسى وأبو باسل بهجت وعز الدين صافي  وأبو اسكندر وأبو هشام حفظي البيروتي، تحدثوا عن ذكرياتهم الغالية في النضال، وأكدوا ثقتهم بحزبهم ودعمهم لسياسته المبدئية، واعتزازهم بنضاله وتضحياته من أجل مستقبل سعيد للشعب وحياة كريمة لجماهير العمال وجميع الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم.