من الذاكرة: الأسرة الصغيرة الكبيرة
يومياً يلتئم شمل أسرتنا، وساعتها تنداح ملء العيون والصدور مشاعر الرضا، وتخفق رعشات الأمن والسلام، لتأتلق فوق أسارير المآفي والشفاه وصباحات الوجوه ومضات بسمات هنية.
هكذا حالنا.. خلية نحل وورشة بذل وعطاء وخيوط رقيقة من عرق دافئ لجهود لا تعرف الفتور ولا الكسل، فهذه أسرة صحيفة قاسيون نموذج حي للعمل المتكامل والسعي الدائب وراء الحدث والخبر، دراسة وتحليلاً، لدرجة أننا ننسى في زحمة العمل تبعات المتابعة الجادة والدقيقة ومفرزات الجهد المتواصل فساعات أيامنا حيوية تتوج بإصدار صحيفتنا كل أسبوع، صحيفة نتضافر جميعنا جاهدين لتكون زاداً ومعرفة وخطاً نضالياً واضح الوجه والمحتوى،عنوانها»كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار».
هذه الأسرة الصغيرة الكبيرة عمدها حب الشعب والوطن، فأنبرت بكل الإخلاص والصدق لتكون جديرة باسمها الشامخ ((قاسيون)) وكما لكل ميدان فرسان يتصدرون مداه ويملؤون عيون متابعيه وأذهانهم بكل مفيد ومطلوب.
فهكذا واقع قاسيون لها محررها وفنيوها الذين تعتز بهم ويعتزون بها، ومن على صفحاتها يتعرف القراء وجوههم، ويستشعرون جهودهم، ويقبلون باحترام وارتياح ما سطروه، لأنه انعكاس حقيقي لما يحسون به، وصدى نابض لما يرجون ويتطلعون، تلك حال العمل وسير الأمور... شريان بذل ومعين جهود متكاملة وسيستمر العمل المثمر، كما تستمر الحياة المعطاء.
- 2 -
وبضيق المجال على رحبه بتعداد أسماء أفراد هذه الأسرة الدائمة التجدد والشباب، ولهذا يحفزني شعور الوفاء إلى تزجية تحية من القلب لكل الذين أسهموا في مسيرة قاسيون منذ صدرت وحتى اليوم، الذين عملوا وبنكران ذات على تطويرها وتقدمها خلال السبعة والأربعين عاماً من عمرها، بخالص عطائهم وكبير جهودهم، الذين قادوا هذا القطار المتواصل المسير نحو الهدف الأسمى (( وطن حر وشعب سعيد)) ومع إطلالة العام الجديد 2015 نستعيد قول الشاعر:
وهذي دروس الأمس ملك لعاقل
يبين بنور الفكر أين نسير
رفاق الدروب الداميات تقدموا
وكونوا كما سكب الغيوم غزير
سينهل غيث طال منا انتظاره
يمد الربيع الخصب حيث يصير