النفير الوطني.. في مواجهة عودة الهيمنة الأمريكية
بمبادرة من أمانة حلب للثوابت الوطنية، والحزب الديمقراطي السوري، وحزب الإرادة الشعبية، والحزب الشيوعي السوري الموحد، والمبادرة الوطنية للأكراد السوريين، وائتلاف قوى التكتل الوطنية الديمقراطي، والحزب السوري القومي الاجتماعي (سورية ــ منفذية حلب)، وحزب الكتلة الوطنية، وأمانة دمشق للثوابت الوطنية، وحزب التضامن، تم في مدينة حلب مؤخراً إطلاق بيان للسوريين من الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني السورية.
وأكد البيان أن الأزمة السورية تدخل بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي (2170) هذه الأيام في تحول خطير، نظراً لاستغلاله من الإدارة الأمريكية في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، بقصد حرف القرار عن غاياته والاستفراد به مع مجموعة من الدول التي تدور في فلك الهيمنة الأمريكية، من خلال القيام بضربات جوية ضد داعش داخل مناطق الجغرافيا السورية، وهو تدخل وقح وسافر واعتداء على السيادة الوطنية وينطلق من الأهداف التالية:
إن الضربات الجوية التي تشنها أمريكا وحلفاؤها ليس هدفها القضاء على الوحش الداعشي الذي خرج من عقاله بل ترويضه من جديد تحت وصايتها ليبقى الاحتياطي الاستراتيجي لها في مواجهة محور المقاومة وقوى التحرر الوطني والاجتماعي.
عودة الهيمنة الأمريكية للمنطقة من جديد بعد خروجها من العراق عودة على «الطريقة البوشية» والتي أعلنها الرئيس الأمريكي (الحالي) من خلال محورين متلازمين:
محاربة داعش ودعم وتسليح ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة، أي أن ما لم تستطع ما تسمى بالمعارضة السورية الخارجية الخائنة تحقيقه من خلال حرب دولية معلنة على الشعب السوري ودولته الوطنية خلال ثلاث سنوات مضت، فإن الضربات الجوية ضد داعش وتحت مظلة القرار الدولي سيتيح لتلك المعارضة السيطرة على مناطق من الأراضي السورية والتي ستخليها داعش كمناطق عازلة وممرات آمنة لإقامة حكومة للمعارضة يفرضها الواقع الجديد كياناً مصطنعاً تتمسك بشرعيته أمريكا ودول التحالف، وها هو الرئيس الإنكشاري رجب طيب أردوغان يطالب بالمنطقة العازلة لتكون حاضرة في مؤتمر جنيف3 القادم، وهذا يعني إعادة الأزمة السورية إلى مربعها الأول.
تغييب دور أصدقاء سورية وفي طليعتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا الاتحادية.
إن ما يسمى بالإعلام المسبق للضربات الجوية الأمريكية على مواقع داعش في سورية، لا يخرجه عن كونه اعتداءً سافراً على السيادة الوطنية، وهو أشبه بورقة التوت لتغطية عورات ذلك الاعتداء وغاياته الحقيقية.
وأضاف البيان:
لقد علمتنا دروس الماضي من خلال مواجهات الشعب السوري للغرب الاستعماري وعلى رأسه الإمبريالية الأمريكية ومشاريعها منذ حلف بغداد ومبدأ ايزنهاور والنقطة الرابعة والتي تحطمت على صخرة الإرادة الوطنية السورية، أن النوايا الحسنة لا تصلح مع الأمريكيين، وأن أي دولة يدخلونها يشيعون فيها الدماء والصراعات «ويجعلون أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون».
وأكد البيان: إن من يتصدى لمواجهة الإرهاب الداعشي وسواه هو الشعب السوري وإرادته الوطنية العصية على التطويع والتدجين في المواجهة التاريخية مع المشروع الإمبريالي الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي.
وإن مواجهة إرهاب داعش لا يكون بالضربات الجوية فحسب ومخاطرها في تدمير البنية التحتية للدولة بل بتجفيف مستنقع الإرهاب الدولي وإيقاف الدعم المطلق له بالمال والسلاح من قبل النظام السلجوقي التركي رأس الحرية، وطابور أعراب الخليج وفكرهم الوهابي الذي يعد التأسيس الفكري لتنظيم داعش الإرهابي.
وخلص البيان إلى أن القوى الموقعة عليه تقرع الأجراس محذرة من خطورة وتداعيات هذا التدخل، داعية جميع القوى الوطنية السورية، أحزاباً ومنظمات ونقابات وهيئات المجتمع المدني للوقوف صفاً واحداً مع جيشنا العربي السوري البطل المعبر عن إرادة الشعب والضامن لوحدته الوطنية. مع ملايين السوريين المتطلعين للعزة والكبرياء وخلاص سورية وقيامتها المجيدة.