عودة القطار بين القامشلي والحسكة...  حلم يراود طلاب الجامعة

عودة القطار بين القامشلي والحسكة... حلم يراود طلاب الجامعة

يستعد محمد، لبدء عام دراسي جديد في كلية الزراعة في مدينة الحسكة، بعد أن تجاوز السنتين الماضيتين بصعوبة، واجه خلالها الكثير من العقبات الأمنية والاقتصادية والتعليمية التي أفرزتها الأزمة السورية، وكان للتعليم الجامعي نصيبه الأكبر من تأثيراتها السلبية.

ويبدو ابن مدينة القامشلي، متفائلاً هذا العام، مع الوضع الأمني المستقر لمدينة الحسكة التي أنجزت مصالحة تاريخية في حي غويران الكبير قبل أسابيع، تضمنت خروج المسلحين من الحي، ما يعني أن الاشتباكات التي تسببت مراراً في توقف الدوام وتأجيل الامتحانات لأكثر من مرة، قد انتهت، وأن لدى العام الدراسي المقبل فرصة كبيرة ليكون ناجحاً من كافة النواحي.

لكنه لا يخفي همومه الاقتصادية، والتكاليف العالية التي يتكبدها والده، معلم المدرسة، والتي لم يطرأ عليها أي تحسن، لابل تزداد يوماً بعد آخر، ولاسيما أجور النقل الباهظة التي يدفعها في رحلته اليومية بين القامشلي والحسكة على مسافة 170 كيلومتر ذهاباً وإياباً، بعد أن توقف القطار عن العمل في العام 2012 بسبب عطل لم يتم إصلاحه لحد الآن.

ومحمد واحد من آلاف الطلاب من أبناء المحافظة المترامية الأطراف، والذين يدرسون في كليات جامعة الفرات بمدينة الحسكة، بينهم طلاب مدن المحافظة الرئيسية وأريافها كالقامشلي والمالكية ورأس العين. إضافة لآلاف الوافدين من المحافظات الأخرى ولاسيما دير الزور والرقة.

وأجرة النقل بين القامشلي والحسكة 200 ليرة، ويدفع الطالب يومياً 400 ليرة ذهاباً وإياباً، ويبقى عليه دفع ثمن التنقلات الداخلية للوصول من الكراج للكلية والعودة بنهاية اليوم إلى الكراج، وعليه دفع 150 ليرة كحد أدنى لهذه الرحلة القصيرة، إضافة لأي وجبة قد يأكلها الطالب الذي يخرج منذ ساعات الفجر ويعود مع المساء.

ورغم أن قرارات وزارة التعليم العالي تماشت مع أزمة البلاد، وأتاحت للطلاب الدراسة بأقرب كلية مشابهة للكلية المقبولين فيها، إلا أن معاناة الطلاب لم تنته وتحتاج لتدخل المسؤولين في المحافظة لإيجاد حلول عملية وسريعة بينها على الأقل إعادة تشغيل القطار بين الحسكة والقامشلي والذي كان ملاذاً لآلاف الطلاب.

وعاد الأمل بتشغيل القطار مجدداً بين القامشلي والحسكة، بعد أن طلب محافظ الحسكة، محمد زعال العلي، الأسبوع الماضي، من مديرية السكك الحديدية دراسة إمكانية تشغيل القطار كونه يخدم الكثير من الأهالي ولا سيما الموظفين والطلاب.

ولا يمكن أن تنتهي هذه الدراسة بعدم إمكانية إصلاح القطار تحت أي مبرر، طالما أن الموضوع لايتعدى كونه عطلاً ميكانيكياً يمكن إصلاحه إذا توفرت النية الحقيقية لذلك، مع الإشارة إلى الإشاعات والاتهامات بتواطؤ أصحاب الميكروباصات الخاصة في تأخير إصلاح القطار.

وتشكل عودة القطار حلماً لطلاب الجامعة، الذين قلصوا دوامهم ليومين أو ثلاثة في الأسبوع لتحمل تكلفة النقل الباهظة بواسطة الميكروباصات، بينما يضطر طلاب الفروع العلمية للدوام ستة أيام أسبوعياً يتحملون خلالها تكاليف تفوق طاقات أسرهم.

وإذا مانجح مهندسو فرع السكك الحديدية في المحافظة بإصلاح القطار، فإنه سينضم لمجموعة خدمات أساسية في المحافظة، تشمل الكهرباء والمياه والغاز، شهدت تحسنت ملحوظاً في الآونة الأخيرة، وخففت من أعباء الحياة على سكان المحافظة والنازحين إليها.