وطني هويتي واعتزازي

وطني هويتي واعتزازي

أستعيد اليوم من تجاربي الشخصية باكورة تفتّح إحساسي بالانتماء إلى الوطن وبدء شعوري بالروح الوطنية. والبداية وليدة مرحلة المدرسة الابتدائية ولاسيما في الصفين الرابع والخامس حين أخذت كلمات النشيد الذي نردده كل صباح تتخطى مسمعي وتتجاوز لساني لتستقر في مدى عقلي وحنايا قلبي:

رفيف الأماني وخفق الفؤائد
على من ضم شمل البلاد
وينمو هذا الشعور ليقودني وفي عز الفتوة إلى صفوف الحزب الوطني العريق، الحزب الشيوعي السوري، وفيه تعمق الفكر واشتد الإحساس بالوطن وحبه، والاستعداد للتضحية بكل إخلاص ودون تردد في سبيل حريته وكرامته وازدهاره.لقد أدى الحزب دور الأساسي الهام كمدرسة للوطنية الصادقة والأممية الصادقة، ورفد جماهير شعبنا بمواكب من المناضلين الوطنيين، وسيستمر هذا الدور ويتعزز يوماً بعد يوم، كيف لا؟ ونضاله الماثل نابضاً حياً ملء عين كل ذي بصر وبصيرة، ولا أدل على ذلك من شعاراته ومواقفه التي رسمتها وجسدتها سياسته الوطنية والطبقية الواضحة. وهذه بعض الشواهد من مخزون الذاكرة التي رصدت تاريخ الحزب وعاشت كثيراً من مرحله:
التقرير السياسي الذي قدم أمام المؤتمر الثاني للحزب في 31/12/1943:
«ليست سياستنا الوطنية اليوم إلا تتمة سياستنا الوطنية أمس، وإذا كانت الوطنية تعني حب الوطن والنضال في سبيل تحريره من الأجنبي، وهي كذلك، فنحن والله وطنيون منذ أن تفتحت عيوننا على الحياة، وليسمح لنا أن نقول: ليس في البلاد السورية هيئة سياسية قاست من الاستعمار الأجنبي منذ الثورة السورية عام 1925 ما قاساه الحزب الشيوعي من اضطهاد وإرهاب، لا من حيث الكمية ولا من حيث الكيفية».
التقرير السياسي أمام المؤتمر الثالث للحزب عام 1969:
«إن جماهير العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين وسائر الوطنيين الشرفاء، مهما كان اتجاههم يعرفون هذه الصفحة المشرقة من نضالنا الوطني، ولهذا فشلت وأحبطت في جميع المراحل والعهود تلك المحاولات الرامية إلى إخراجنا من الساحة على أساس إنكار أن حزبنا قوة وطنية رمت جذورها العميقة في أرض هذا الوطن، في تاريخه الوطني»
«الدفاع عن الوطن والدفاع عن لقمة الشعب، وسورية لن تركع»
ما قاله الرفيق خالد بكداش: «تهمة التبعية إلى موسكو قديمة وليست جديدة، ولكن ليس لها أثر من الصحة بتاتاً...فنحن في الحزب الشيوعي السوري نضع سياساتنا باستقلال كامل، وبدون توجيه لا من الاتحاد السوفييتي ولا من غيره».
شعار «كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار».
تبنى حزب الإرادة الشعبية روح ميسلون الخالدة ودرب شهدائنا الأبرار، واتخاذ نشيد ميسلون نشيداً له.
- وأختم زاويتي مخاطباً الرفاق الشباب بما تشربناه من ماء زلال:
«لقد نشأ حزبنا أول ما نشأ كحزب الوطن قبل كل شيء وقبل أي اعتبار،وبقينا وسنبقى قبل كل شيء حزب الوطن» فإلى الأمام في سبيل العزة للوطن والعيش الكريم للشعب، وفي سبيل البسمة للأطفال، والسلم للعالم.