«الاحتقان» يتعمّق في السويداء.. ماذا بعد؟

«الاحتقان» يتعمّق في السويداء.. ماذا بعد؟

عانت السويداء وتعاني من أزمات مطلبية معاشية حادة منذ بداية الأزمة السورية وحتى اليوم، أكان ذلك في انقطاع مواد المازوت والبنزين، وبخاصة البنزين إذ استمرت أزمة البنزين والطوابير الخانقة لما يزيد عن عام بين 2012- 2013، إضافة لفلتان الأسعار الجنوني وغياب الرقابة على التجّار، لدرجة أن أسعار المواد الغذائية الأساسية والاستهلاكية في السويداء هي أغلى من مناطق مأزومة بحوادث أمنية حقيقية مثل دمشق وريفها ودرعا وحمص. إضافة إلى أزمات الخبز والأدوية التي هي تعود وتتراجع باستمرار.

واليوم تعاني السويداء من اختناق جديد هو انقطاع التيّار الكهربائي لساعات طويلة منذ أكثر من أسبوعين، بالرغم من أن ساعات التقنين في دمشق وريفها ودرعا- اللهم المناطق التي ماتزال فيها الدولة فاعلة- هي أقل بكثير ومنطقية إلى حد بعيد.

التقنين من 15- 20 ساعة خلال اليوم!

ومع تراكم آثار كل تلك الأزمات السابقة، ومع الأعداد الكبيرة من النازحين من باقي المحافظات السورية، ومع كل الآثار الخانقة للأزمة الوطنية العامة على جوانب الحياة المعيشية واليومية، فإن انقطاع التيّار الكهربائي كان له آثار سلبية مدمرة على مصالح الناس وحياتها بالتالي. خصوصاً عند العلم أنه خلال الأسبوعين الماضيين مرت ثلاثة أيّام دون كهرباء تقريباً، ثم بدأ التقنين لأكثر من 15- 20 ساعة خلال اليوم، الأمر الذي لا يمكن تحمله في وضع مأزوم كهذا وأحوال اقتصادية لا يمكن تحملها.

غياب التبرير الرسمي!

والذي زاد الطين بلة هو غياب أي تبرير رسمي، التبرير الذي يتم تداوله شعبياً ومن خلال القنوات غير الرسمية هو كما دوماً في الأحوال الأمنية وعدم القدرة على المعالجة في مثل هذه الأحوال، والمشكلة أن هذا الحديث والتبرير يأتي على لسان الجهات ذاتها التي لا تترك مناسبة إلا وتشدد على أولوية الحل الأمني واستمرار العقلية السابقة ذاتها بمعالجة الأزمة بالرغم من كل التعقيدات والآثار المدمرة التي تعانيها البلد.
أمام كل هذا التعقيد وجدية المعاناة التي تضرب حياة الناس، يجب على الجهات الرسمية من المحافظة ووزارة الكهرباء ..الخ المسارعة لمعالجة هذه الأزمة الخانقة، وتوضيح سبب هذا الانقطاع والتبيّن أين هو الخلل الذي سبب هذا الانقطاع الطويل للتيّار الكهربائي لعدم تكراره نهائياً، والعمل على معالجته جذرياً.

التجاوب مع المواطنين

وإن هذا هو الحل الوحيد لتجنب الصدام مع الشرائح الاجتماعية بمختلف مصالحها وأعمالها، وذلك نتيجة الاحتقان الشعبي الطويل بسبب كل الأزمات التي مرّت فيها المحافظة، والتي لم تحل بشكل يعزز الثقة بين جهاز الدولة والناس، مما زاد من هذا الاحتقان الذي ينذر بالإنفجار وقد يؤدي إلى التوتر في محافظة من محافظات البلاد التي تسودها أجواء من الهدوء النسبي حتى الآن.