عجلة الإصلاح.. والحُفر
تنتظر شوارع كثيرة في دمشق أن تطالها عجلات التزفيت الثقيلة، تمهيداً لمرور «عجلة الإصلاح» على أرضها دون أن تهتز، فمنذ سنوات والحفر تتكاثر في طرقات الأحياء الفقيرة كما تطال أحياء (مرمية بحجر كبير) مثل المهاجرين والجسر الأبيض وركن الدين ومساكن برزة وغيرها من المناطق السكنية التي أصاب جوانبها وطرقاتها الهرم.
طلبات الناس في هذه الأحياء- وغيرها- أكثر من أن تحصى، حتى وإن لم يعبروا عنها، ولكن الاستجابة لتطلعاتهم ستكون مقبولة فقط إذا أخذت شكل تدخل مباشر في أمور تمس صميم حياتهم اليومية، ويبدو أن الجميع في الحكومة وخارجها بات مدركاً اليوم لهذا المبدأ، ولكن إلى الآن لم تبادر محافظة دمشق بالدلالة رغبتها أو عزمها للسير باتجاه الإصلاحات المطلوبة، ولا حتى نحو أصغرها المتمثل بإصلاح حال الطرق، علماً أن إيرادات المحافظة من الضرائب والرسوم المتدفقة من «حمى» شراء السيارات ومواقف ركنها المأجورة فاقت كل تصور، وأصبحت على كل لسان.
إن ملامسة الحياة اليومية للمواطنين بإصلاحات جزئية أول الأمر- على ألاّ تهمل الإصلاحات الأساسية- تساهم إلى حد بعيد بتخفيف حدة التوتر التي يعيشها السوريون هذه الأيام، فبدل مطالبة الناس بالتزام الهدوء يجب على الجهات التنفيذية (المركزية والمحلية) أن تبادر إلى عرض عضلاتها الإصلاحية فوراً ودون أي إبطاء، ولتترك الأرصفة جانباً في هذه المرحلة، فعجلة الإصلاح تحتاج إلى طرق معبدة تسير عليها دون أن تتعرض لمطبات صغيرة بالشكل كبيرة بالمضمون.. فبادروا بالتي هي أحسن!.