واقع «المخابر» المدرسية وآفاق تفعيلها!
تعد عملية التدريس والدراسة في المخبر جزءاً أساسياً من العمل العملي، فعندما يكون تطوير مهارات العمل المخبري هدفاً هاماً للطلبة، فمن المتوقع أن تشكل عنصراً أساسياً من المنهاج التدريسي، ومن هنا تكمن أهمية دراسته ودوره الإيجابي في العملية التربوية من خلال تسهيل عمل المدرس، وفهم الطلبة لما يعرض عليهم، وترسيخه في أذهانهم، وتطبيق ما أخذوه نظرياً بشكل علمي باتجاه اكتساب المهارات العلمية والعملية للعمل المخبري.
ولذلك فإن مشكلة المخابر المدرسية اليوم هي أنها لا تجري تطبيقاً عملياً للموضوعات النظرية للمواد العلمية, وهنا نتساءل هل المخبر المدرسي يؤدي دوره في تحقيق الهدف الذي وضع من أجله؟
واقع الوسائل التعليمية في المخابر
إذا كان هناك من أهمية تذكر, فهي تمثل بالدرجة الأولى بتوفيرها للخبرات الحسية وتثير انتباه الطلبة، وتزيد إقبالهم للدراسة، كما أنها تجعل التعليم أكثر عمقاً وثباتاً في أذهان الطلاب في المرحلة الإعدادية والثانوية. إلا أن الواقع يقول: إن هذه الوسائل لا تساعد الطلاب على القيام بعمليات التجريب والملاحظة العلمية والتعامل مع الأدوات. ولذلك لابد أن تتوفر الشروط التالية:
- أن تكون جزءاً لا يتجزأ من المنهاج.
- أن تكون مثيرة للاهتمام وتراعي قوانين التعلم.
- أن تكون محققة للأهداف التربوية.
الاستطلاعات والاستبيانات
من خلال بعض الاستبيانات والاستطلاعات الميدانية لآراء بعض المدرسين والطلاب وأمناء المخابر في بعض المدارس تبيّن ما يلي:
أولاً: حول آراء الطلاب (الفيزياء- الكيمياء- العلوم): توجد المخابر في معظم المدارس الإعدادية والثانوية إلا أن الأجهزة المخبرية «أجهزة عرض وغيرها» رغم صلاحية بعضها وعدم ملاءمة بعضها الآخر للمناهج الحالية، لا تستخدم في أكثر الأحيان، وينطبق ذلك على المواد والمستلزمات المخبرية أيضاً, كما أن المدة الزمنية القصيرة والكثافة الصفية للطلاب، لا تساعد على إجراء التجارب والمشاهدات العلمية في قاعة المخبر وفق الأهداف التعليمية.
ثانياً: حول آراء المدرسين: وتتلخص بأن عدد الساعات المخصصة للدخول إلى المخبر غير كافية، بالإضافة لضيق المخبر في ظل الكثافة الصفية, كما أن المخابر تفتقر إلى الترتيب والتنظيف والصيانة، ولذلك لابد من إتلاف بعض المواد والمستلزمات التي لا تنسجم مع محتويات الكتب الحالية.
الصعوبات والمشكلات
التي تعرقل العمل في المخبر
- عدم توفر المواصفات المطلوبة للمخبر.
- عدم اهتمام المدرسين بالمخبر والنقص في تحضير الدروس.
- ضعف استخدام المدرسين للمخبر، وعدم وجود خبرة كافية لديهم في التطبيق العملي.
- ضعف مشاركة الطلاب في العمل المخبري من ناحية البحوث والتجارب.
- الكثافة الصفية في ظل ضيق المخبر.
المقترحات والحلول
- الاستمرار في توفير المواد والتجهيزات الحديثة اللازمة للتجارب.
- إقامة دورات تدريبية لإنماء المخابر من أجل إدارة المخبر بنجاح.
- مشاركة الطلاب في إجراء التجارب وتقليل أعدادها.
- ضرورة زيادة استخدام المدرسين للمخبر المدرسي.
- إقامة دورات تدريبية مستمرة في مجال العلوم التطبيقية لهؤلاء المدرسين.
- مسح المدارس التي توجد فيها المخابر.
- تزويد المخبر المدرسي بكل الاحتياجات، وتخصيص ساعات كافية للعمل المخبري.