مشاريع معطّلة في أدراج محافظة دمشق وريفها
كثيرة هي المشروعات الموعودة التي ينتظرها المواطن السوري أينما حلّ واسترزق.. فأقام، ولكنهم قلة أولئك الذين يعرفون مكان نوم المشروعات المعطّلة، ففي أي درج وتحت أية طاولة؟!.
فيما يلي مشروعان استطاعت «قاسيون» رصد منامهما، أو مكانهما..
• الأول في ريف دمشق
الطريق الممتد من جانب معهد العلوم السياسية في مدينة التل باتجاه سهل صيدنايا، ما يزال في أدراج محافظة ريف دمشق، وهذا الطريق عرضه /16/م وطوله لا يتجاوز /5/كم، ويوفر في حال تنفيذه زمن الدخول عبر مدينة التل مروراً ببلدة منين ضمن سوقها التجاري المكتظ دائماً، علماً أن السوق التجاري لا يتجاوز عرضه /12/م وطوله /400/م وتقف السيارات فيه يميناً ويساراً، حيث يضطر المرء أحياناً لقطعه وإضاعة /20/ دقيقة في أكثر الأحيان، وهذا لا يخفى على أحد، فضلاً على التضاريس الجبلية التي يمكن أن يستغني عنها العابرون.
ومن ميزة هذا المشروع أنه يوفر على القادمين من رنكوس، بدا، صيدنايا، ومعرة صيدنايا، حتى مركز المدينة /8/كم، وفي هذه الظروف الصعبة تبين للجميع مدى أهمية هذا المشروع، وخاصة عندما قطع الطريق المذكور كله باتجاه دمشق، فإن الميكروباصات والسيارات قد غيرت مسارها وأصبح سعر تعرفة الركوب (من 25 ل.س إلى 75 ل.س)، نظراً لطول المسافة وتغيير الخطوط، فضلاً على أكثر من ساعة ونصف يخسرها المواطن لكي يصل مسافة /26/كم فقط، لذلك كله لابد من لفت انتباه محافظ ريف دمشق إلى أهمية تنفيذ هذا المشروع بأقصى سرعة ممكنة، نظراً لأهميته، آملين الاستجابة إلى مطلب الإرادة الشعبية في الإصلاح والتغيير.
ملاحظة: جميع استملاكات هذا المشروع من أراضي زراعية ومنازل زراعية شبه مكتملة ومحلولة، بانتظار تعاون المحافظة.
• الثاني في دمشق
بعد الانفتاح الذي شهدته سورية من حيث عدد السيارات كان لابد لمحافظة دمشق أن تجد مكاناً لوقوف هذه السيارات، فمنذ أكثر من خمس سنوات قامت المحافظة بمشروع مرآب طابقي (عدة طوابق تحت الأرض وستة طوابق فوق الأرض)، فاختارت عدة أمكنة منها حديقة الزبلطاني، مطعم الطيارة سابقاً، وفي المزة وابن عساكر وتشرين وغيرها للبناء عليها.
وبعد أن رأى المشروع النور، لم يعد أحد يعلم من أوقفه، وقد حولوا حديقة الصوفانية إلى مرآب لوقوف السيارات وبسعر الساعة الأولى 50 ل.س والثانية 35 ل.س وبعدها كل ساعة 25 ل.س، ولكن اللافت للنظر أن المواطنين ما زالوا يضعون سياراتهم على الأرصفة دون رادع يذكر، وخاصة أن هذه المنطقة متاخمة لباب توما ومطاعم دمشق القديمة، والازدحام يكاد لا يوصف، وقد علمت «قاسيون» أن تكلفة إعادة تأهيل أرصفة دمشق التي قامت المحافظة بها زادت عن 200 مليون ليرة سورية، والسؤال الذي يطرح نفسه: لو أن هذا المشروع قد نفذ وأصبح قاطنو المنطقة يضعون سياراتهم ضمن المرآب للمبيت وبسعر مخفض لساكني المنطقة ورواد دمشق القديمة بأسعار مدروسة، أما كان لهؤلاء على الأقل أن يحافظوا على الأرصفة من إعادة تأهيلها وسلامة السيارات من السرقة وغير ذلك من أمور متعلقة؟ لا شك بأن أحداً لا يمانع في صف سيارته ضمن مرآب المحافظة حتى لو طرحت المشروع للاستثمار، فلماذا التعطيل والتأخير يا محافظة دمشق؟!.