التهرّب من المسؤوليات الجديدة عبر باب قديم.. يعيق الإصلاح: رويسة حمدان في صافيتا نموذجاً

التهرّب من المسؤوليات الجديدة عبر باب قديم.. يعيق الإصلاح: رويسة حمدان في صافيتا نموذجاً

ناقشت قاسيون في عدد سابق قضية الغاز في منطقة صافيتا عموماً، وبالأخص في قرية رويسة حمدان، وتناولت بالانتقاد كيفية تعامل المسؤولين عن التوزيع في حينها مع أحد المواطنين نموذجاً، ونشرت بعد ذلك رد المسؤولين على الشكوى، راجيةً أن يتم التحقيق في الأمر حتى يحصل كل ذي حق على حقه.

ولكن... للأسف إن الذي حدث لم يرتق لأدنى مستويات المسؤولية.. فبدل أن يجري التحقيق في كلام المواطن المذكور والتأكد من صحته، وبدل التأكد من الجداول التي تم بموجبها توزيع مادة الغاز في القرية، وبدل أن يتم التحقيق في موضوع تزوير توقيع (عضو لجنة الحي) في القرية السيد آصف سليمان، قام المسؤولون عن الموضوع والمراقبون باللعب على طريقة «أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم».

إن العقلية القديمة لبعض أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي، والتي لم تتعرف حتى هذه اللحظة على القانون الجديد للبلاد الذي ينص على التعددية الحزبية وعلى مبدأ المشاركة في السلطة، هي من ترهق البلاد والعباد، وهي من تضع العراقيل في عجلة الإصلاح التي تسعى السلطة إلى إدارتها..

لقد ظهر للسادة المسؤولين في تلك المنطقة أن المواطن الذي تقدم بالشكوى قد أعلن بسلوكه هذا المسلك انتماء0ه لحزب الإرادة الشعبية، وهو من الأحزاب المرخصة حديثاً، وهنا تم البحث في التاريخ الحزبي عنه فظهر أنه كان موالياً لحزب البعث من سنوات عدة وتم فصله.. عندها ظهرت مشاعر الحنية والرأفة عند المسؤولين وطلبوا دعوة المواطن المذكور للتحقيق، وقاموا بالتهديد والوعيد كيف ينتمي لحزب آخر وجذوره متأصلة في البعث؟!.

وبالتالي أدخل هؤلاء المواطن المذكور في دوامة مختلفة تماماً لإلهائه وثنيه عن المطالبة بما هو حق له، علماً بأن هذا السلوك الذي يمارسه البعض هو أساساً مرفوض، واليوم بشكل خاص لم يعد مسموحاً به بعد إلغاء المادة الثامنة من الدستور، ناهيك عن أنه مناف لمنطق الأمور التي تقتضي أن يعامل المواطن كمواطن وليس بحسب انتماءاته السياسية، فإلى متى؟!.