نهر يزيد خطوةٌ ايجابية لكنها غير كافية..!
إذا كانت الأنهار هِبةُ الطبيعة ومركزاً لاستقرار الإنسان ونشوء الزراعة والحضارات..فإنّ الأنهار السورية كانت من أوائل مراكز الاستقرار والحضارة البشرية وخاصةً نهري الفرات وروافده وبردى وفروعهـا ، لكن المصيبة أن الإنسان ذاته يقوم بتلويثها.! .
نهر يزيد..أم قناة صرفٍ صحي..؟
لقد ناب نهر بردى بكل فروعه التلوث عموماً ومنها نهر يزيد..حيث يمر في حي ركن الدين الشعبي الدمشقي الذي يغص بساكنيه قبل الأزمة وتضاعف سكانه بعد مجيء المهجرين من الأرياف والمحافظات الأخرى مما جعل نسب التلوث كبيرةٌ جداً،بل أن من يشاهده لا يرى إلا قناة صرفٍ صحي مكشوفة ومجمعاً للنفايات ومستنقعاً للحشرات والأوبئة على عينك يا مسؤول..ومع انتهاء فصل الشتاء وبدء ارتفاع درجات الحرارة عموماً وهذا العام خصوصاً نتيجة الجفاف العام في المنطقة بات من الضروري جداً إيجاد حلّ جذري لمنع حدوث كارثة صحية وانتشار الأمراض الوبائية.
خطوةٌ ايجابية غير كافية..
قامت بلدية حي ركن الدين في دمشق يوم الخميس 3/4/2014 بخطوةٍ ايجابية تشكر عليها،بتنظيف جزئي لنهر يزيد من النفايات بينما بقيت مناطق أخرى لم تطالها حملة التنظيف وهذه الخطوة الجزئية على ايجابيتها فهي غير كافية وحل إسعافي أولي مؤقت إذ لا تلبث أن تعود النفايات للتجمع، لأنه مكشوف ومرتع للحشرات والجراثيم وإمكانية انتقالها للبشر.. وقد تقدم كثير من الأهالي بالشكوى لقاسيون مطالبين بحلولٍ جذرية تأمين حياتهم وحياة أسرهم، ومنها تغطية نهر يزيد تغطية كاملة وخاصةً أنه لا زراعات قائمة عليه في المنطقة وهذه التغطية تمنع تجمع النفايات فيه وتمنع انتشار الجراثيم والحشرات وما تسببه من أوبئة ناهيك عن الروائح الكريهة المنتشرة.
وقاسيون إذ تنشر ذلك فإنها تطالب السيد محافظ دمشق ورئيس بلدية حي ركن الدين بالاستجابة السريعة حرصاً على صحة المواطنين وخاصةً في ظلّ الظروف المعيشية القاسية التي يعانون منها والتي أنهكت أجسادهم وابتلعت كل مُدّخراتهم هذا إذا كانا حريصين على فعلاً على صحة المواطنين وكرامتهم وتخفيف معاناتهم.