رحيل الرفيق جورج عويشق
كثيرة هي الأسماء التي تطالعنا ونحن نستعرض صفحات من حياة الحزب الشيوعي السوري، ولكل منها حيّز هو فارسه المجلي، ولكل منهم دوره الذي أداه، وترك للآتين بعده المجال رحباً للحكم له أو عليه... ومن تلك الأسماء ذات السيرة والسمعة الطيبة اسم الرفيق جورجعويشق، وهو من أسرة دمشقية،
ولد عام 1921 في حارة الدوامنة قرب باب توما، درس الابتدائية في حارته، والاعدادية والثانوية بمدرسة الآسية التي أصبح فيما بعد مدرساً فيها ثم تولى إداراتها. درس في دار المعلمين الابتدائية ثم في دار المعلمين العليا كما درس الحقوقوسافر إلى فرنسا للدراسة الحزبية... وكان للفلسفة أثرها الكبير في حياته فقد فتحت أمام عينيه المجال واسعاً لفهم الفكر العلمي واستيعاب الديالكتيك والصراع الطبقي وقد دخل صفوف الحزب في الثامنة عشرة من عمره والتقى الرفيق خالد بكداش في مكتب الحزب قرب سوقالتبن بدمشق عام 1936، ومن أوائل الشيوعيين الذين تعرف إليهم إيليا مباردي وداود رستم وحكمت جد، وكان الدافع الأهم هو الشعور الوطني الذي ملأ نفسه بحب الوطن وكره الاحتلال، لذلك شارك بالمظاهرات الوطنية وفي مقدمتها الاضراب الستيني عام 1936 وكانأصغر السجناء السياسيين في سجن المزة العسكري إبان الاحتلال الفرنسي وكان أحد الرفاق الذين دافعوا عن مكتب الحزب عام 1947 حين استشهد الرفيق حسين عاقو وقد تعرض للإصابة.
وكان ضمن مرشحي الحزب لانتخابات البرلمان عام 1954 مع الرفيق خالد والرفيق نصوح الغفري، وقد توجه إلى الرفاق في الفترة الأخيرة طالباً منهم جميعاً في كل مواقعهم داخل التنظيمات وخارجها أن ينهوا التنابذ والتمزق وأن يعملوا صادقين ليعود الحزب الشيوعيالسوري ليؤدي دوره الحقيقي حزباً للشعب وللوطن.. وفي آخر لقاء أجرته معه قاسيون قال: لقد ترسخت لدي العبرة في أن الدرب الذي سلكته كان صحيحاً، ولو عدت ثانية للحياة فلن أسير إلا فيه.. وقد أغمض عينيه ورحل في 2012/7/23.
وداعاً أيها الرفيق الكبير جورج عويشق.